رافق الإنجليزي داوتي بعض قبائل شمال الجزيرة العربية قرب النهرين عام 1878م فلاحظ أن بعض الأعراب الذين تقوم حميتهم على الحليب يكونون سعداء يتناول أي لقمة من طريدة صغيرة بالإضافة إلى أرانب الصحراء المتوفرة بكثرة كذلك الضب الذي يسمونه كما يقول «المعلم حامد» الصحيح (حمد) شيخ الوحوش البشرية الزاحفة حسب قوله والذي وصفه بعض البدو الذين قابلهم بأنه «زلمة» وهذه ابتسامتهم المستمرة. وبرهاناً على ذلك يعرضون يديه الصغيرتين ذوات الأصابع الخمس التي يتحاشون أكلها مثلما يتحاشون أكل الحلقات السبع الأخيرة من ذيل الشيخ حامد وذلك من السلسلة الطويلة التي عدها على أحد الضبان 23 حلقة والسبب كما يعتقدون لوجود قطعة لحم إنسان ويتم سلخه بعناية للاستفادة من جلدة كصميل «وعاء جلدي» لحفظ اللبن والسمن وذكر له البدو أنه يكمن في جحرة فترة البيات الشتوي والذي يحفره بشكل لولبي ولا يقدر عليه إلا عدوه الشرس الضربان الذي يستطيع تحديد مكانه من خلال السمع أو الحركة ثم يحدث ثقباً مباشراً إلى حيث يستقر من الحجر، ووجد داوتي اهتماماً من قبل البدو بالجربوع أو ما يسمى ب»جرذان الربيع» والذي وصفه بالقبح الذي يرثى له رغم صغر حجمه، ولا يكاد يشكل لقمة واحدة، إلا أن مصطاديه يتقاسمونه بالتساوي بحسب عددهم وذكر ضمن طرائد الصحراء القنفذ «أبو الشوك» الذي يأكله بعض أبناء الفئات بينما يحتقر من قبل بعض جيرانهم رغم كونهم يشكلون سلالة واحدة من القبيلة وكبرهان أحضر أحدهم قنفذاً رماه في جوف النار مع أشواكه وعند الاستواء قسمه على الحضور كل حسب نصيبه. أما الشيهم «النيص» فلاحظ أنه يؤكل عند قبائل أخرى بالإضافة إلى الوبر. ومن النادر بحسب داوتي أن يقتل الرماة الذئب لكنه إذا وقع أي ذئب من طلقات بنادقهم فإن بعضهم يأكله طعاماً وعلاجاً مثلهم مثل بعض الأوروبيين القروسطية إذ يعتقد العرب أن لحمه من الناحية الطبية جيد جداً من أجل آلام السيقان الشائع جداً لدى الذين يمشون عراة السيقان وحفاة الأقدام في كل الفصول، وحكى له دليله زيد بأنه سبق وأكل الذئب وأضاف زيد بأن أم الذئب وحسب اعتقادهم تكون خالة الكلب! وأضاف بأن الثعلب «أبالحصين» عندما يمسك به عن طريق كلاب الصيد يقوم بعض أبناء القبائل بسلخه ثم شيه أو طبخه ولحمه بحسب وصفه لذيذ يشبه لحم الأرنب البري ويأكلون أيضاً لحم الضبع التي وصفها داوتي بالكره ووصف بعضهم لحمها له بأنه جيد ولذيذ. ولاحظ داوتي في تلك الفترة توفر الكثير من طرائد الصحراء المحببة منها البدن (ماعز الصحراء) والتي نادراً ما تقتل بطلقات الرعاة وساكني الخيام إضافة للوعول والتي تنبت قرونها الضخمة إلى عرض الكف ورأى طول بعضها بنحو قدمين ونصف وهي تنمو ممتدة إلى الوراء على الظهر إلى الكفل، هذا الوحش عند استفزازه كما ذكر له بعضهم يرمي بنفسه عليهم ورأسه في المقدمة مرتداً نحو الوراء لاحظ أيضاً وجود الظبى والذي يكون أبيض في السهول الرملية العظيمة ورمادياً داكناً في الحرار السود وهذه حسب وصفه هي «يحمورات الكتب المقدسة» ثمة مع ذلك مخلوق بري نبيل من الصحاري السورية هو الوضيحي أو البقر الوحشي ورأى منه ذكوراً وإناثاً في جبال حائل، كما لاحظ وجود المها «البقر الوحشي» والتي تترافق في الصحراء القاحلة في جماعات من ثلاث أو خمس معاً، لكن الاقتراب من المها الجريحة عند اصطيادها يعد خطيراً جداً والتي تهاجم قانصها في اللحظات الحرجة ويمكنها بطعنة واحدة من قرنيها الحادين أن تخترق جسده لذلك ينقض عليها الصياد بحذر ويسارعون إلى قطع حنجرتها. الظبي في السهول الرملية الذئب بعضهم يأكله طعاماً وعلاجاً الحليب هو الغذاء الوحيد الضب (حمد) سعود المطيري