أجرى وفد من الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء جولة تفقدية في قطاع غزة وأطلع على تداعيات جولة التوتر الأخيرة بين فلسطين وإسرائيل. واجتمع الوفد الأوروبي مع ممثلي منظمات أهلية فلسطينية ومسؤولين في وكالات الأممالمتحدة المتخصصة وتفقد مناطق سكنية دمرت بفعل الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورجسدورف، في مؤتمر صحفي عقده على أنقاض برج سكني مدمر وسط غزة، إلى ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ودعم جهود إحلال السلام في القطاع. وأكد بورجسدورف على دعم الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار قطاع غزة، داعيا إلى عدة خطوات لضمان نجاح عمليات الإعمار بما يشكل وجود حكومة فلسطينية موحدة ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع. وقال إن مثل هذه الخطوات تمثل مسارا منطقيا لإعادة الإعمار، مضيفا أن "على جميع القوى الفلسطينية أن تتفق على حكومة وحدة وطنية تتولي الإعمار والمسار السياسي، وهو أمر يدعم حل القضية الفلسطينية". وأكد على موقف الاتحاد الأوروبي المطالب "دائما" بإجراء انتخابات ديمقراطية في الأراضي الفلسطينية ووجود حكومة "شفافة وصادقة وديمقراطية ومنتخبة في غزة والضفة الغربية والقدسالشرقية". وشدد بورغسدورف على أن إعادة الإعمار يتطلب كذلك "رفع الحصار عن غزة كي يتحرك الناس بحرية ولضمان حرية التجارة أيضا وفتح جميع المعابر" مع القطاع المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007. ودعا المسؤول الأوروبي إلى استغلال الفرصة الحالية من أجل تنفيذ تلك الخطوات وضرورة استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودعم جهود مصر لتنفيذ ذلك. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن قبل أيام عن منحة مالية بقيمة 34 مليون يورو لدعم قطاع غزة كخطوة أولية، كما يتم دعم تدفق المساعدات العاجلة لسكان القطاع فيما يتعلق بالإيواء والمواد الغذائية وتوفير الخدمات الأساسية. ورعت مصر مؤخرا اتفاقا لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة. من جانب أخر قالت قناة "كان" الإسرائيلية، إن وفدا رسميا إسرائيليا سيصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأسبوع المقبل، لبحث صفقة لتبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة (حماس). ويوجد في السجون الإسرائيلية حوالي 4500 معتقل فلسطيني، بينهم 41 سيدة و140 قاصرا و440 معتقلا إداريا (دون محاكمة)، وفق إحصاء فلسطيني رسمي، في أبريل الماضي. وتابعت القناة أن إسرائيل قدمت ل"حماس" قائمة بأسماء عشرات الأسرى قالت إنها على استعداد للإفراج عنهم، كجزء من الصفقة. وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، هم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي) والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية. وقال يحيى السنوار رئيس "حماس" في القطاع عقب لقائه رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، إن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل". وأعرب السنوار عن استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل. وتشهد القضية الفلسطينية حراكا نشطا في أعقاب حرب إسرائيلية على غزة، ضمن مساعي الولاياتالمتحدة الأميركية ووسطاء إقليميين لتثبيت وقف لإطلاق النار بدأ فجر 21 مايو الجاري بين إسرائيل وفصائل المقاومة في القطاع.