شهدت العلاقات بين المملكة ودول إفريقيا خلال السنوات الماضية تطورات نوعية، شملت التركيز على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والمالية والتعليمية والاجتماعية، والمجالات الإنمائية، حيث قدمت المملكة ومؤسساتها الاقتصادية مليارات الدولارات في شكل منح ومساعدات، وقروض وودائع ميسرة لدى البنوك المركزية للكثير من الدول الإفريقية لمساعدتها في تجاوز مشكلاتها الاقتصادية، وهو أمر غير مستغرب؛ كون المملكة في مقدمة الدول من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات خارجية إلى إجمالي الناتج المحلي، والتي وصلت في بعض السنوات إلى أكثر من 4 %. الدور الريادي والتنموي والإنساني للمملكة في القارة الإفريقية، من خلال الصندوق السعودي للتنمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أشار إليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال كلمته أمام قمة مواجهة تحدي نقص تمويل إفريقيا التي عقدت في باريس، حيث أكد سموه استمرار الدور الريادي للمملكة في دفع عجلة التنمية في دول القارة الإفريقية ودعمها للجهود الدولية والإقليمية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات، إضافة إلى دعم المملكة للجهود الدولية في محاربة الجماعات الإرهابية والتطرف لكل من دول الساحل والصحراء ومحاربة الإرهاب، وأهمية التنمية في دول القارة الإفريقية وتعزيز الاستثمار فيها. المملكة حريصة على تنمية علاقاتها بالدول الإفريقية، وبرز هذا الحرص بشكل أكبر في عهد خادم الحرمين الشريفين، وصدور التوجيه بأن يكون للمملكة وزير دولة معني بشؤون الدول الإفريقية، من أجل بناء علاقات سياسية أكثر قوة، وروابط اقتصادية وأمنية متطورة تتواكب مع رؤية المملكة ودورها كدولة محورية إسلاميًا وعربيًا وآسيويًا وعالميًا. مواقف المملكة التي أشار إليها ولي العهد في كلمته، أكدت حرص حكومتنا على أهمية التنمية في دول القارة الإفريقية، وتعزيز الاستثمار فيها، وهي مستمرة في دورها الإنمائي لدفع عجلة التنمية في دول القارة الإفريقية، ولغة الأرقام التي قدمها ولي العهد كافية لإبراز تلك الجهود العملية، فقد قدم الصندوق السعودي للتنمية منذ أربعة عقود في إفريقيا قروضاً ومنحاً عددها 580 لأكثر من خمسة وأربعين دولة إفريقية بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال، كما أعلن الصندوق عن مبادرة ب200 مليون يورو لتطوير دول الساحل بالمشاركة مع وكالة التنمية الفرنسية، ولدى المملكة مشروعات وقروض ومنح مستقبلية سينفذها الصندوق السعودي للتنمية في الدول النامية بإفريقيا تتجاوز قيمتها ثلاثة مليارات ريال.