عشرات الأعمال التي تجاوزت في مجملها المئة عمل بين إنتاجات عربية، وخليجية، ومحلية، نافست على الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام، بعضها برز وبشكل قوي للغاية، وبعضها برز ولكن بمشكلاته وضعف إنتاجه، ولكن هناك أسماء.. وكالمعتاد.. يجب التوقف عندها لأنها تستحق إما تحية.. وإما لفتة نظر.. محلياً كان النجم ناصر القصبي الأقل حظاً من ناحية الرضا الجماهيري، فعلى مواقع التواصل كان وسم «ممنوع التجول» من الأكثر تداولاً ولكن بقسوة كبيرة رغم أنه لم يكن العمل الأكثر ضعفاً من ناحية عناصره، لكن يبدو أنه كان من بين الأضعف وخاصة من ناحية الأفكار والكتابة وأداء الممثلين الذين لم يبرز أياً منهم. «استوديو 21» كان حالة خاصة، رغم أنه لم يقدم جديد على صعيد الفكرة، لكنه في المقابل استطاع أن يحصد شيئا من الرضا على وسم البرنامج، كما استطاع التغلب على «ممنوع التجول» في قائمة «الترند» كثيراً خلال الموسم وهي سابقة تحدث للمرة الأولى مع القصبي الذي اعتاد السيطرة على الترند حتى مع أكثر أعماله إثارة للجدل، وربما هذا ما أسهم في إعطاء «استوديو 21» فرصة مشاهدة أفضل. شباب كُثُر برزت أسماؤهم من ناحية الكتابة والإخراج في الأعمال التي تم تقديمها خلال الموسم الرمضاني، بعضهم استطاع لفت الأنظار والبعض الآخر لم يستطع رغم أنه حقق إنجازات خارج الموسم سواء في المهرجانات أو منصات المشاهدة، ما أثبت أن العمل في الموسم يختلف كثيراً عن العمل بعيداً عنه، ربما لأن الفرص في الأعمال المقدمة بالموسم تُبنى على أمور مادية وتجارية يغيب عنها الجانب الفني، ما يؤثر على أي عنصر جيد تتم إضافته على العمل حتى وإن كان بعيداً عنه ناجح للغاية. النجم عبدالله السدحان كان الأوفر حظاً هذا العام، بعملين مختلفين كلياً عن بعضهما البعض قدمهما بشكل مختلف وفي أكثر من حالة، إلا أن «شليوي ناش» والذي تشارك فيها البطولة مع الفنان الكويتي يعقوب عبدالله كان أفضل من «الديك الأزرق» الذي حظي بمشاهدة أقل وكان مع مجموعة من الفنانين العرب لكنه في المقابل حقق نجاحه الخاص. خليجياً لم تستطع هدى حسين أو حياة الفهد التميز هذا العام، رغم أن الفكرة العامة للعملين عندما سمعناها قبل العرض الرمضاني كانت جاذبة للغاية، لكن وللأسف غرق العملان في المحاور نفسها التي تسببت في فشل الكثير من الأعمال الخليجية حيث الخلافات العائلية والزواج والطلاق والإرث، بينما تم الابتعاد عن الفكرة الرئيسة التي كان من الممكن أن تجعل العملين ضمن قائمة الأكثر مشاهدة، إلا أن ذلك لم يحدث. في المقابل تفوقت البطولات النسائية في الدراما الخليجية من ناحية نسب المشاهدة، حيث حملت العديد من الأعمال أسماء بطلات لوحدهن على التتر وعلى البوسترات الرئيسة للأعمال بغض النظر عن مدى جودة هذه الأعمال لكن لا يمكن تجاهل ما حققته من نسب مشاهدة مقارنة ببقية الأعمال الأخرى. من أفضل الأعمال التي من المتوقع أن تحقق نسب مشاهدة أعلى بعد الموسم الرمضاني أيضاً مسلسل «الناموس» للنجمين محمد المنصور وجاسم النبهان، اللذين قررا التغريد خارج السرب منذ عدة سنوات ماضية، حيث يحافظان على توازن ما يتم تقديمه في الموسم ببعض الاختيارات المختلفة التي تستعرض قصصا من حقب تاريخية ماضية أو عن زمن الطيبين كما يصفه المشاهدون، حيث إن لهذه الأعمال قيمتها ومتابعيها وطابعها الخاص الذي لا ينتهي مع انتهاء الموسم. عربياً تغلبت منى زكي والفريق الذي عمل معها على الجميع، فرق كبير في التقييم بين مسلسل «لعبة نيوتن» وبقية المسلسلات، من ناحية الأداء والنص والإخراج تفوق العمل وبقوة، فكانت حالة نجاح لم تتكرر مع أي مسلسل آخر، ما جعل «لعبة نيوتن» والفنانين منى زكي، ومحمد فراج، ومحمد ممدوح، والكاتب والمخرج تامر محسن هم الأوائل دون منازع بينما يأتي من بعدهم البقية. في حين لا يمكن المرور على الموسم دون التوقف عند الفنانة نادين نجيم، التي وبصمت شديد بعد تأجيل عرض مسلسلها «عشرين عشرين» من العام الماضي إلى هذا العام، استطاعت أن تحجز لها مكانا في الصف الأول على قائمة الأفضل في هذا الموسم، وكأن القدر راضاها بهذا النجاح عما مرت به في 2020 بعد إصابتها البليغة في حادثة المرفأ. ولا يمكن تجاوز الموسم دون التوقف عند بعض الأسماء التي استحقت تحية كبيرة في مقدمتهم نجوم عمل «القاهرةكابول» وبالأخص النجمان طارق لطفي وحنان مطاوع، حيث الموهبة تقود كل شيء وليس الفرصة، وأيضاً النجمان الكبيران نبيل الحلفاوي وسيد رجب حيث يقدمان درسا في كل مشهد، وكريم عبدالعزيز المختلف دائماً والمحترف فعلاً لدرجة لا يمكن تجاوزها، وأحمد مكي الذي خرج من منطقته هذا العام في «الاختيار 2» رغم أنه لم يكن في أفضل حالاته لكنه نجح في عمل نقلة جيدة لنفسه. بشكل عام هذا الموسم «عربياً» كان أفضل من الموسم الماضي، يكفي أن هناك عدة أعمال تفوقت على نفسها وقدمت حالة نجاح مختلفة كنا نراها للمرة الأولى، بينما تجاوز المشاهدون وبالفعل ودون أي ضغط من الصحافة الأعمال الضعيفة والأسماء الموجودة دون استحقاق، وهو الوعي الجماهيري الذي كنا نتحدث عنه منذ زمن ورأيناه بشكل حقيقي في هذا الموسم. عبدالله السدحان رغم ظروف جائحة كورونا إلا أنه قدم عملين نالا إعجاب الجمهور حياة الفهد في مسلسل «مارغريت»