فجأة ومن دون أي مقدمات رحل الزميل عادل التويجري عن دنيانا، رحل في ليلة 27 من رمضان، وهي الليلة التي يُتحرى أن تكون ليلة القدر، رحل قبيل رحلته لمكة بساعات حيث ذكر من حوله أنه كان مبيت النية للعمرة. رحل عادل وسط دعوات الجميع له بالرحمة والمغفرة، وجنات عرضها عرض السماوات والأرض، الجميع تفاعل مع وفاته، ودعا له وترحم عليه، لما له من مكانة ومحبة وصداقات تجمعه بأغلب الوسط الرياضي، بل إن الكثيرون تبنوا إنشاء مشروعات خيرية لتكون وقفا لعادل التويجري -رحمه الله-. ما حدث في ليلة وفاة عادل كان أمرا مفرحا في ليلة مليئة بالحزن، الوفاة وإن كانت مرّة علينا بكل تفاصيلها إلا أنها أظهرت لنا الوجه الجميل للرياضة والرياضين، والوجه المشرق للإعلام والإعلاميين. وفاة عادل أظهرت أننا نحب بعضنا البعض، رحيل عادل أثبت لي أن الحب والتراحم هما من الروابط الحقيقية بيننا كمجتمع سعودي مسلم. في عز ألم وفاجعة رحيل أبو غيداء، كنت داخلياً سعيداً منتشياً بمجتمعنا الرياضي وترابطه ومحبة كل منا للآخر، إنه خليط عجيب من المشاعر المتضادة التي سكنتني حزناً على رحيل عادل وفرحاً بردة فعلنا الفاخرة. الحياة رحلة قصيرة ينبغي أن نستثمرها الاستثمار الأمثل فيما يرضي الله، وأن نعزز ما في دواخلنا من أمور سامية، وأن نظهرها لبعضنا البعض، فنحن نحب بعضنا رغم ما يحدث بيننا من خلافات وجدل، فالثابت بيننا هي المحبة وإن خفيت، فلنعزز المحبة بيننا ونظهرها بشكل جلي. نختم بأن العبد الفقير إلى ربه عادل التويجري، قد رحل في أحسن ختام بإذن الله، حيث توفي ليلة 27 بعد أن صام أغلب أيام هذا الشهر الفضيل، وعقد العزم على العمرة في يوم 27، رحل والجميع يدعو له في أفضل ليالي رمضان، فيارب اغفر له وارحمه وتجاوز عنه، وأحسن منزلته وأسكنه فسيح جناتك.