يُقال في علم الاستراتيجيات إن أصعب المعوقات في التحول الاستراتيجي هو المقاومة أي أن مقاومة التغيير الطبيعية الموجودة لدى البشر هو ما يعوق غالباً تنفيذ الأهداف والخطط في وقتها المحدد. من خلال بحث أجرته « &Brian company» ، اتضح أن 65 % من المبادرات والاستراتيجيات تحتاج إلى تغيير سلوكي بشري لتنفيذها وخلاصة نتيجة البحث أن تنفيذ الاستراتيجيات يتطلب تغييراً جذرياً سلوكياً للعاملين، وأن القائد هو من يُلهم روح التغيير ليكسب عقول وقلوب العاملين معه، وهذا ما حدث في تحقيق رؤية المملكة 2030 في تنفيذ استراتيجيات الرؤية على أرض الواقع، وخروجها من التخطيط للتنفيذ، إذ نرى الأرقام والمؤشرات تتحدث عن نفسها بعد مرور خمسة أعوام على تدشينها، وما حدث بالفعل هو أن صانع الرؤية هو المُلهم للتغيير وهذا ما أبدع فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في توجيه وإلهام الشباب الطامح في هذه البلاد المباركة نحو إدارة عملية التغيير وأصبح الشباب السعودي هم قادة التغيير لا معيقوه، ونُفذت على أرض الواقع برامج متعددة محفزة للاقتصاد والنماء، ومُحسنة لجودة الحياة ومقلِلة للاعتماد على النفط وخلال فترة خمس سنوات من عمر الرؤية، أصبحت الأرقام تتحدث، أو كما يقول الغربيون (Numbers Don›t lie)، أي أن الأرقام لا تكذب، حيث نمت الإيرادات غير النفطية من 166 مليار ريال في العام 2015 إلى 369 مليار ريال في العام 2020 ، وازداد الاستثمار في القطاع الصناعي من 955.4 مليار ريال إلى 1.11 تريليون ريال، وارتفع مؤشر حجم الإنفاق السياحي من 130 مليار ريال إلى 164 مليار ريال وانخفض مستوى العجز من 15.8 % في العام 2015 إلى 4.5 % في العام 2020 ، وارتفعت نسبة الإسكان لدى السعوديين من 47 % إلى 60 % وما زالت البرامج تتوالى وتتنفذ على أرض الواقع عبر البرامج المحققة للرؤية، وللعام الثاني على التوالي حافظت المملكة على مستويات ثقة عالية دولياً وفق مؤشر إيدلمان العام 2021، إذ ارتفع مؤشر الثقة في أداء الحكومة من 78 % في يناير 2020 إلى 82 % في يناير 2021 متصدرة بذلك قائمة من 28 دولة حول العالم. إن هذا الإنجاز المُحقق يقودنا إلى الحفاظ على الزخم المطلوب لمواصلة التطوير مع تحديد الفجوات بين البرامج المنفذة ومستهدفات الرؤية والإسهام في تذليل الصعوبات إن وجدت أولا بأول والتعرف على أسبابها ومعالجتها، وكذلك الاستمرار في تنفيذ العديد من المبادرات المحققة للرؤية مثل «تحقيق التميز في الأداء الحكومي» حيث إن من أهم التحديات هو الحاجة إلى رفع معدلات الأداء التشغيلي وزيادة فاعلية وتنوع قنوات التواصل وتعزيز الشفافية وهي عملية مستمرة وقد تم إعداد ما مجموعه 63 مبادرة في هذا الشأن متلازمة مع مؤشرات محددة لقياس الأداء. وغني عن القول إن قيادة المملكة قد سخرت كل الطاقات البشرية والمادية واللوجستية لتنفيذ هذه الرؤية المباركة مستندة إلى موقع المملكة وعمقها العربي والإسلامي ومكانتها الاقتصادية الرائدة وموقعها الجغرافي الرابط بين القارات الثلاث، لتخلق مجتمعاً حيوياً قيمه راسخة، وبنيته عامرة ووطن طموح بحكومة فاعلة وبعاملين مخلصين أهلُ للمسؤولية والثقة، يتجذر فيهم الولاء والحب لأوطانهم، وبقيادة ملِهمة همُها أن تكون المملكة وشعبها في مصاف الدول المتقدمة المزدهرة.