يبحث الانسان في حياته عن سبل السعادة والاستقرار النفسي، في ضل ضغوطات الحياة، التي تسلب منه لذة الحياة واستقرارها، حيث نجد في التفكير الإيجابي، الطريق الوحيد لمفاتيح السعادة، التي توصلنا إلى بر الأمان، والاستقرار النفسي، ويزيل الأفكار السلبية التي تجلب لنا الحزن والإحباط النفسي، فتحرمنا من الاستمتاع وممارسة حياتنا بالشكل طبيعي. يعمل التفكير الإيجابي، على إبعاد التشاؤم من الخارطة الذهنية للإنسان، فهو يساعد على تقليل مستويات التوتر، والضغوطات النفسية، والذي ينعكس إيجابياً على صحة الإنسان، وتحسين وظائف الدماغ، في التخلص من الأفكار السلبية التي تضغط بدورها على الدماغ وتعيق وظيفته. فيمكن أن نعرف التفكير الإيجابي بأنّه حالة ذهنيّة تذهب إلى توقّع الأشياء الجيّدة على الدوام، والتي تستثني الأشياء السلبيّة والسيّئة من النتائج المتوقّعة، والتي لها القدرة على خلق الأفكار الجيدة ونقلها إلى حيّز التنفيذ، والتي تنقل الإنسان من حالة الحزن والأحباط إلى حالة السعادة والفرح وجعل حياته أكثر إنتاجيّة، فهي تقود الأنسان بطبيعة الحال إلى تحسين الصحّة العقليّة والجسديّة ،لذا نجد أن التفكير الإيجابي يحظى بشعبية كبيرة بين الناس، لأهميته وانعكاسه بالإيجاب على حياتهم. نرى كثير من الناجحين في حياتهم، أن لديهم قناعة تامة بأنّ سبب نجاحهم الأساسي هو طريقة تفكيرهم بإيجابية، فالأشخاص الذين يعيشون حياتهم بطريقة إيجابيّة تكون عادة ناجحه على المستويين العملي والشخصي. يؤثر التفكير الإيجابي بشكل أساسي على التفاؤل، فنجد الأشخاص الإيجابيّون هم الأشخاص المتفائلون، ولا يعني هذا الشيئ أنهم يتجاهلون المشاكل أو التجارب السيئة التي يمرون بها، بل نجد لديهم الإيمان والقناعة التامة في البحث و إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل والتجارب لتجاوزها، وهو ما يؤهّلهم لخوض تلك التحدّيات المختلفة، التي تجعلهم يتجاوزون نوبات القلق التي تؤذي حياتهم. فالتفاؤل يعلمنا كيف نقتنص الفرص التي تحفزنا على العمل بجدّية وبشكل فعّال، وتزيد لدينا مستوى الإبداع والقدره على التعامل مع كل شيء، وتلغي من حياتنا الافتراضات المسبقه بأن النتائج سوف تكون سلبيّة أو غير مرضية، مما يجعلنا قادرين على التأقلم مع كل الظروف. ولذلك نجد أن الأشخاص الإيجابيين دوماً يمتلكون درجات عالية من الوعي والإدراك، فالوعي عند الإنسان يبدأ من هذه الأفكار التي يدخلها إلى عقله، فإن كانت هذه الأفكار جيدة، يعمل عقل الشخص الإيجابي على تحليلها وبرمجتها بشكل واقعي وإيجابي، لأن الوعي سيتكوّن بصورة طبيعية، الذي يؤثر بطبيعة الحال على نوعية الحياة التي يعيشها.