سجلت الهند رقما قياسيا عالميا جديدا في عدد الإصابات اليومية بكوفيد-19 وحث رئيس الوزراء ناريندرا مودي المواطنين أمس الأحد على التطعيم وتوخي الحذر قائلا إن "عاصفة" الإصابات هزت البلاد. وقالت الولاياتالمتحدة إنها تشعر بقلق شديد إزاء القفزة الهائلة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند وإنها تسابق الزمن لتقديم مساعدات لنيودلهي. وبلغ عدد الإصابات في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة 349691 مواصلا تحطيم الأرقام القياسية لليوم الرابع على التوالي. وبدأت المستشفيات في دلهي ومختلف أنحاء البلاد رفض استقبال المرضى بعد أن نفد ما لديها من الأكسجين الطبي والأسرة. وقال مودي في كلمة بثتها الإذاعة "كنا واثقين، وكانت معنوياتنا مرتفعة بعد أن واجهنا بنجاح الموجة الأولى، لكن هذه العاصفة هزت البلاد". وواجهت حكومة مودي انتقادات لأنها تراخت وسمحت بتجمعات دينية وسياسية عندما انخفض عدد الإصابات اليومي دون عشرة آلاف حالة ولم تخطط لتعزيز نظام الرعاية الصحية. وقال مصورون من رويترز إن الناس يرصون محفات وأسطوانات أكسجين خارج المستشفيات في الوقت الذي يتوسلون فيه للسلطات أن تقبل دخول المرضى. وقال طبيب على شاشة التلفزيون "كل يوم الوضع كما هو، يتركوننا بأكسجين يكفي ساعتين، نحن لا نحصل إلا على تأكيدات من السلطات". ومدد رئيس وزراء دلهي أرفيند كيجريوال عزلا عاما في العاصمة كان مقررا أن ينتهي اليوم الاثنين لمدة أسبوع في محاولة لكبح الفيروس الذي يقتل شخصا كل أربع دقائق. وقال "العزل العام كان آخر سلاح بأيدينا لمواجهة فيروس كورونا لكن مع ارتفاع الحالات بهذه السرعة اضطررنا لاستعمال هذا السلاح". وأوضحت بيانات وزارة الصحة أن العدد الإجمالي لحالات العدوى ارتفع إلى 16.96 مليون حالة والوفيات إلى 192311 حالة بعد وفاة 2767 مريضا خلال الليل. وخلال الشهر الأخير وحده، ارتفعت الإصابات اليومية لثمانية أمثالها وزادت الوفيات لعشرة أمثالها. ويقول خبراء الصحة إن عدد المتوفين أعلى بكثير على الأرجح. وحذر أشيش جها عميد كلية الصحة العامة في جامعة براون في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست السبت من أن الهند التي يسكنها 1.3 مليار نسمة على شفا كارثة إنسانية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر "قلوبنا مع الشعب الهندي وسط هذا التفشي المريع لكوفيد-19. نحن نعمل عن كثب مع شركائنا في الحكومة الهندية وسنقدم على وجه السرعة دعما إضافيا لشعب الهند وأبطال الرعاية الصحية هناك". حالة طوارئ ثالثة تم فرض تدابير أكثر صرامة لمكافحة فيروس كورونا في طوكيو ومقاطعات أوساكا وكيوتو وهيوجو غربي اليابان الأحد، في إطار حالة طوارئ ثالثة وسط تزايد حالات الإصابة بالفيروس في أنحاء البلاد. وذكرت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء أنه بموجب القيود الجديدة، يتعين على مشغلي المطاعم التي تقدم المشروبات ودور السينما الإغلاق مؤقتا، كما تقام الفعاليات الرياضية بدون جمهور. وسوف تظل حالة الطوارئ سارية لمدة 17 يوما حتى 11 مايو، في محاولة للحد من العدوى خلال عطلة الأسبوع الذهبي القادمة من أواخر أبريل إلى أوائل مايو. وفي حين أن حالة الطوارئ لا تستلزم إغلاقا صارما من النوع الذي فرضته بعض الدول الأخرى وتعتمد إلى حد كبير على تعاون الجمهور وأماكن العمل، إلا أن التدابير أكثر صرامة من إعلان الطوارئ السابق في يناير. مليار جرعة سُجّلت قرابة 900 ألف إصابة بفيروس كورونا في العالم خلال يوم واحد، في عدد قياسي خصوصاً بسبب الطفرة الوبائية في الهند، بينما تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس في العالم. في العالم، سُجّل أكثر من ثلث الإصابات الإضافية المعلنة خلال 24 ساعة، أي نحو 340 ألفاً، على الأراضي الهندية، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس السبت. ويثير رصد المتحوّر "الهندي" في بلجيكا أولاً ثمّ في سويسرا السبت، القلق في أوروبا. وفي البرازيل أيضاً تجاوز عدد الوفيات الشهرية رقما قياسياً جديداً، إذ بلغ السبت 67977 وفيات جراء المرض منذ مطلع أبريل. وقد تجاوز بذلك العدد القياسي الذي سجّل في مارس حين توفي 66 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة. هاجس الأولمبياد قبل ثلاثة أشهر من موعد استضافة الألعاب الأولمبية، يثير الوضع في اليابان القلق أيضاً. ويزيد بطء حملة التلقيح الشكوك في قدرة اليابان على تنظيم الألعاب الأولمبية قبل أقل من مئة يوم من موعدها. بشكل عام، تتسارع حملات التلقيح في العالم. وأعطي ما لا يقل عن مليار ومليونين و938 ألفا و540 جرعة في 207 بلدان أو مناطق وفق تعداد فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. وانحصر أكثر من نصف هذه الجرعات (58 في المئة) في ثلاث دول هي الولاياتالمتحدة (225,6 مليون جرعة) والصين (216,1 مليونا) والهند (138,4 مليونا). ولكن قياسا بعدد السكان، احتلت إسرائيل الصدارة عبر تلقيح ستة من كل عشرة اسرائيليين في شكل كامل. وبدأت حملة التطعيم في الولاياتالمتحدة تؤتي ثمارها. ومن المفترض أن يسمح استئناف التطعيم بلقاح جونسون آند جونسون الأحادي الجرعة والذي يمكن تخزينه في البرّادات المنزلية، بالوصول بسهولة أكبر إلى الفئات الضعيفة.