مع دعوة خادم الحرمين الشريفين دول العالم، خلال قمة المناخ الافتراضية، إلى رفع مستوى التعاون الدولي، وأنه الحل الشامل لمواجهة تحديات التغير المناخي، فقد جاءت كلمات القادة المشاركين في الاتجاه نفسه، مؤكدين ضرورة حماية الغلاف الجوي وكوكب الأرض من الانبعاثات الضارة المتسربة من الأنشطة الصناعية وأعمال الطاقة الأحفورية وخلافها. وهذا الاتجاه هو ما تعمل عليه المملكة، الذي أشار خادم الحرمين، إلى أنها قامت خلال رئاستها لمجموعة العشرين، العام الماضي، بدفع تبني مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشُّعَبْ المُرجانية، كما أن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين أعلنهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10 % من الإسهامات العالمية، وغرس 50 مليار شجرة في المنطقة، بالإضافة إلى العديد من المبادرات النوعية. وأضاف خادم الحرمين -حفظه الله- أن المبادرتين حصلتا على تأييد المجتمع الدولي، وسنعمل مع الشركاء لتحقيق أهدافهما من خلال استضافتنا منتدى لمبادرة السعودية الخضراء، وقمة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في هذا العام، ومن أبرز ملامح المبادرتين غرس 10 مليارات شجرة في المملكة، ورفع نسبة المحميات لأكثر من 30 % من مساحة أراضيها، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 % من المساهمات العالمية، بالإضافة إلى غرس 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط، وتخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60 %. المملكة وحماية الكوكب وتقوم المملكة -أكبر منتج للطاقة في العالم- بتنفيذ خططها فيما يتعلق بتعهداتها الخلاقة في حماية كوكب الأرض من الانبعاثات الناتجة عن عموم التطورات الاقتصادية والأعمال الإنشائية والهندسية والحديدية، وكل ما ينتج عنها من تسرب الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتغير المناخي وتبعات الأزمة. في وقت تقود المملكة العالم لطاقة أرحب من النقاء وأفضل الأجواء البيئية في عمق الطاقة للوصول لانبعاثات صفرية عن كافة أعمال الصناعة في 2030. في الوقت الذي أكد فيه وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أهمية التكيف مع الواقع من خلال ضخ الطاقة للعالم، وإيجاد طريقة حثيثة لاستخدام الكربون وعدم التخلص منه، بحيث يتم تحويله والاستفادة منه في ضخ الكثير من الكربوهيدرات والنفط والغاز، مطالبًا بإيجاد مجال تسوده العدالة من حيث العمل التجاري واستخدام التقنيات التي يمكن أن تكون ذات حلول رائعة، وعدم التحيز للفحم والغاز بل بوجود المجالات المفتوحة. وكشف وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان حول كيفية الاستفادة من الكربون وكيفية تشريعه وتنظيمه، بعد نجاح المملكة بإقناع قمة العشرين 2020 بالمبادرات البيئية الحثيثة التي تساعد للحفاظ المستدام على كوكب أخضر نظيف، وقد تبنت القمة هذا المفهوم وكافة قوانينه ونظمه المطورة التي كان للمملكة السبق في تنفيذ تلك المشروعات بحس عالمي مشترك. دعوة الرئيس الأميركي ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن العالم إلى "التحرّك" خلال قمة المناخ، كشف خلالها عن هدف أميركي جديد لخفض الانبعاثات الملوثة. من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني ج. بلينكن في كلمة افتتاحية في قمة القادة الافتراضية "لقد أوضح الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس أن هذه الإدارة تعتزم أن تبذل جهودا أكبر من أي إدارة في تاريخ الولاياتالمتحدة لمواجهة أزمة المناخ. وتستطيع الإجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة في الداخل أن تساهم كثيرا في الحفاظ على ارتفاع درجة الاحترار عند 1,5 درجة مئوية. ولهذا نرفع من طموحاتنا كما أشار الرئيس وسنحقق الأهداف الجديدة التي وضعناها". ولكن بالطبع، لا يستطيع أي بلد أن يتغلب على هذا التهديد الوجودي بمفرده. نحن نواجه هذه الأزمة معا، ولن يؤثر ما تفعله أو لا تفعله كل دولة على مواطني هذه الدولة فحسب، بل على الناس في كل مكان. قد ينتاب الكثير منا، وربما جميعنا، إحساس قوي بالإلحاح، وهذا هو سبب وجودنا هنا. ونأمل أن يترجم ذلك إلى إحراز للتقدم الضروري خلال هذه السنة الحرجة وهذا العقد الحاسم. تجاوب القوى الرئيسة وأبدت القوى الرئيسة المشاركة التي تمثل مجتمعة ثمانين بالمئة من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوبا في هذه القمة التي تُعد خطوة أولى قبل المؤتمر الكبير الذي تنظّمه الأممالمتحدة "كوب-26" المقرر عقده في نهاية العام في غلاسكو في أسكتلندا. ومع الإعلانات الجديدة الصادرة أو المتوقعة، قال أحد منظمي القمة إن الدول "التي تمثل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي" ستكون قد تعهدت بخفض الانبعاثات بما يتماشى، بقدر ما يتعلق الأمر بها، مع الهدف العالمي المتمثل في خفض الاحترار المناخي. ورحّب الصندوق العالمي للطبيعة وهي منظمة بيئية، بقمة وإعلانات تمنح "نفساً جديداً" للمعركة ضد احترار كوكب الأرض. تحويل العمليات كثيفة الطاقة داخل الصناعة إلى عمليات منخفضة الكربون