يأتي إعلان منظمة السياحة العالمية افتتاح مكتب إقليمي لها في الرياض ليتوج العلاقة المميزة والفاعلة بين المملكة والمنظمة، وما شهدته المملكة من زيارات متتالية مؤخرا من معالي أمين عام المنظمة. وكان معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية زوراب بولوكاشيفيلي، قد وقعا اتفاقية بشأن إنشاء مكتب إقليمي في مدينة الرياض، وأكد الخطيب -حينها- اهتمام المملكة بعقد شراكة مع المنظمة في عدد من المجالات مثل التدريب والاستثمار السياحي، مشيراً إلى أن وزارة السياحة تثمن شراكتها مع منظمة السياحة العالمية، وتسعى إلى تطويرها بما يتسق مع توجهات المملكة للاستثمار السياحي، وجعل المملكة وجهة عالمية للسباحة. ووفقا لصحيفة أم القرى التي نشرت القرار الرسمي فإن الاتفاقية التي وقعتها المملكة مع منظمة السياحة العالمية بشأن إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة في الرياض، ووافق عليها مجلس الوزراء، أعفت المنظمة وممتلكاتها وأموالها من جميع الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن تقديم المملكة للمكتب الإقليمي دفعة سنوية مقدارها خمسة ملايين دولار لتغطية جميع النفقات وتأمين إدارة المبنى. وبحسب ما نشرته أم القرى، ينشأ مكتب إقليمي في الرياض لتأدية المهام الموكلة إليه من قبل الجمعية العامة والأمين العام، ولتنفيذ أنشطة منظمة السياحة العالمية في إقليم الشرق الأوسط تحت إشراف الأمين العام بما يتماشى مع أهداف وبرنامج عمل المنظمة. يشار إلى أن المملكة من أوائل الدول التي تقدمتْ في وقت مبكر بطلب انضمامها (ممثلة بالهيئة العليا للسياحة آنذاك) إلى منظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية. حيث بادرت الهيئة في وقت مبكر من إنشائها بتقديم طلب الانضمام لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية (UNWTO)، وذلك رغبة في نقل الخبرات والتجارب الدولية والمعرفة الفنية لقطاع السياحة في المملكة، والإسهام في بناء قدرات العاملين في المجال السياحي، وتعزيز الشراكة في التنمية السياحية، وترويج السياحة كآلية للسلام، وأداة للتعاون المشترك في الحفاظ على التنوع الثقافي والتراثي والاقتصادي. وقد انضمت بشكل رسمي للمنظمة في عام 1423ه (2002م). وقد أسهمتْ المملكة في تفعيل العديد من القرارات والتوصيات التي نتجتْ عن الاجتماعات الدورية للجمعية العمومية للمنظمة، حيث كان لها دور بارز في دعم تحويل منظمة السياحة العالمية إلى وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة. واحتفظت المملكة بمقعدها في المجلس التنفيذي بمنظمة السياحة العالمية عن إقليم الشرق الأوسط للمرة الثالثة على التوالي للفترة 2019-2023، وذلك انسجاما مع دور المملكة ومكانتها وحضورها العالمي، كما يواكب توجهات المملكة نحو زيادة الاستثمار في السياحة وفقا لرؤية المملكة 2030، وتحويل المملكة إلى وجهة سياحية عالمية. وفي أول حضور للمملكة في اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة، نجحت وبعد مداخلات كثيفة وموسعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة آنذاك، في اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في المنظمة، إلى جانب اللغات المعتمدة مسبقاً (الإنجليزية، والإسبانية، والفرنسية، والروسية، والصينية). وتطبيق اللغة العربية في كثير من المراجع والإصدارات السياحية، وأطلقتْ المنظمة تفعيلاً لذلك برنامجها السنوي "براكتيكوم" باللغة العربية. كما انضمت المملكة لمركز امتياز المقاصد، المنبثق عن منظمة السياحة العالمية في عام 1430ه (2009م) بعد موافقة المقام السامي الكريم، وكرمت الجمعية العمومية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية في اجتماعها بالصين عام 2017م، الأمير سلطان بن سلمان كأول مسؤول حكومي عن السياحة تكرمه المنظمة تقديراً لجهود سموه في دعم ونمو السياحة في العالم، وعرفاناً من المنظمة لما قدمته المملكة من دعم مستمر للمنظمة. وفازت المملكة بجوائز قدمتها المنظمة هي جائزة "يوليسيس" للإبداع السياحي الدولي المقدمة من المنظمة، عن برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) في العام 1429ه (2008م)، جائزة "يوليسيس" للإبداع السياحي الدولي المقدمة من المنظمة، عن مشروع تأهيل البلدة التراثية بالغاط في العام 1432ه (2011م).