دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان الجمعة إلى الحفاظ على اتفاقية دولية تعود بالفائدة على موسكو وتنظم حركة الملاحة البحرية عبر مضيقي البحر الأسود، البوسفور والدردنيل. وافقت تركيا الشهر الماضي على خطط لتطوير قناة جديدة تربط اسطنبول بالبحر الأسود، ستخفف وفق الحكومة حركة المرور عبر مضيق البوسفور، أحد أكثر المضائق ازدحاما في العالم والذي شهد العديد من حوادث الشحن في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فقد أثار المشروع انتقادات بشأن تكلفته وتأثيره البيئي، وكذلك مخاوف بشأن التزام تركيا باتفاقية مونترو لعام 1936 التي تحكم المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل. وقال الكرملين في بيان الجمعة :"في ضوء الخطط التركية لشق قناة اسطنبول، شدد الجانب الروسي على أهمية الحفاظ على النظام القائم لمضيق البحر الأسود وفقا لبنود اتفاقية مونترو لعام 1936 من أجل ضمان الاستقرار والأمن الإقليميين"، وجاء ذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين. وتهدف اتفاقية مونترو إلى التحكّم بالعبور في البحر الأسود من خلال وضع قواعد تجارية وبحرية صارمة للمرور عبر البوسفور والدردنيل المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط، وتضمن اتفاقية مونترو حرية عبور السفن المدنية في السلم والحرب. كما أنّها تنظم استخدام المضيقين من قبل سفن عسكرية من دول غير مطلة على البحر الأسود، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي اللتان تشهد علاقاتهما بروسيا توترا شديدا. وتنصّ شروط المعاهدة على وجوب تقديم السفن الحربية الأجنبية إشعارا مسبقا قبل المرور وتسمح لها بالبقاء في البحر الأسود لمدة 21 يوما. وأعلنت وزارة الخارجية التركية الجمعة أن الولاياتالمتحدة سترسل سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، على خلفية توتر بين اوكرانيا وروسيا. وذكر مصدر في الخارجية التركية: "ابلغنا بالطرق الدبلوماسية قبل 15 يوما طبقا لمعاهدة مونترو أن سفينتين حربيتين أميركيتين ستعبران باتجاه البحر الأسود".