احتفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألسكو» بيوم المخطوط العربي في دورته التاسعة، تحت شعار (التراث في زمن الأوبئة)، برعاية كريمة من المدير العام للألكسو، الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، وبتخطيط ومتابعة مِن جهاز الألكسو المختص (معهد المخطوطات العربية) بالقاهرة. وقد تضمن الاحتفاء ندوة افتراضية شارك فيها المدير العالم للألكسو بكلمةٍ مرئيَّة، ركَّز فيها على ضرورة التمسُّك بالثوابت التاريخية التي تُمثِّل الأساس والمنْطلق لاستعادة الرُّوح إلى جسدِ الأُمَّةِ مِن جديدٍ، وأشار ولد أعمر إلى أنَّ نظرة الآخر إلى تراثِه منذ منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، حتى القرن السابع عشر، كانت سببًا في قيام الاتحاد الأوروبي، بل كانت دافعًا إلى تطلُّعه إلى ما خلَّفَتْه الحضارةُ العربيَّةُ والإسلاميةُ مِن إنتاجٍ معرفيٍّ متميِّزٍ، احتفظت بمخطوطاتِه كثيرٌ مِن مكتبات الغرب ومتاحفه، فكانَ عاملًا رئيسًا في نهضة أوروبا وأخذها بأسباب العلم. واختتمَ المدير العام للألسكو كلمته بالتنويه بحسن اختيار موضوع اليوم (التراث والأوبئة)، ولاختيار اللجنةِ المُشكَّلة المؤرِّخَ الكبير والمُحقِّق المعروف الأستاذ إبراهيم شبُّوح شخصيَّةَ العام التراثية، ومؤسسة العام (معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان)، وكتاب العام التراثي (عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لابن أبي أُصيبعة (ت668ه) بريل 2019م). ثم جاءت الجلسةُ الثانية بعد استراحةٍ يسيرةٍ، وهي جلسةٌ موضوعيَّةٌ بعنوان (تراثُ الأوبئة)؛ إذ تحدَّثَ فيها ثلاثةٌ مِن الأساتذةِ، هم الدكتور محمود الشيخ (أستاذ فقه اللغات الرومانسية بجامعة فلورنسا الإيطالية)، وكانت مداخلتُه بعنوان: (أبو بكر الرازي وحديث الطواعين في: المنصوري في الطب)، والدكتور محمد السرَّار (رئيس مركز ابن القطَّان للدراسات والأبحاث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية)، وكانت مداخلتُه بعنوان: (برنامج المصنَّفات العربية والمعرَّبة في الأوبئة والطواعين: تعريفٌ وتقييمٌ)، والدكتور أيمن فؤاد سيد (أستاذ التاريخ الإسلامي، ورئيس قسم بحوث ودراسات التراث والمخطوطات بمعهد البحوث والدراسات العربية)، وكانت مداخلتُه بعنوان: (تاريخ الأوبئة والمجاعات في: إغاثة الأمة بكشف الغمة، لتقي الدين المقريزي).