أمراض الفم والأسنان من أكثر الأمراض شيوعًا وأقدمها على مر العصور، ومن أكثر الأمراض المُهمَلة على الرغم من أهميتها ومدى تأثيرها على صحة باقي الجسم، والمبادرة الوطنية التي أقرَّها مجلس التعاون الخليجي بإقامة أسبوع لتعزيز صحة الفم والأسنان، والذي تم بناءً على الخطة الخليجية للحفاظ على جسم الإنسان بدءًا من صحة الفم والأسنان، والتي تشمل فعاليات توعوية شاملة الإعلانات التليفزيونية والإذاعية والدعاية في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية للمملكة. وبزيادة نسب الإصابة بتسوس الأسنان في الآونة الأخيرة تزامنًا مع النهضة الحديثة في المملكة التي أدت إلى تغيير الأنماط السلوكية المعتادة والعادات الغذائية الصحية بنظيراتها من العادات الصحية الخاطئة، من هنا تأتي أهمية الإجراءات الضرورية للحفاظ على صحة الإنسان لما يشكله التسوس من مردود سلبي على المرء، إضافة إلى ما تنفقه المملكة من أعباء لمحاربة التسوس. كما أن الحملات امتدت لتُغطي الجامعات والمدارس والهيئات والمصالح الحكومية، وهذا العام في الأوضاع الأمنية المستجدة التي فرضها الوضع العام في العالم نظرًا لتفشي وباء فيروس كورونا، فإن المبادرة الثانية عشرة للأسبوع الخليجي الموحد لتعزيز صحة الفم والأسنان سَتُقام وتُفعل إلكترونيًا وواقعيًا أيضًا وفق الإجراءات الاحترازية التي شددت عليها وزارتا الصحة والداخلية. لا ننسى إجراءات وزارة الصحة الوقائية التنموية فقد أكَّدت على زيادة الوعي بأهمية تعزيز الصحة الفموية والحفاظ على نظافة الفم، لخفض نسبة الإصابة بأمراض اللثة التي قد تؤدي إلى فقدان الأسنان، والحد من تزايد نسب تسوس الأسنان. تعمل حملات التوعية على تشجيع جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وفئاتهم على تقليل السكريات ومكافحة التدخين والالتزام بأنظمة غذائية صحية التي بدورها تقي المرء من العديد من الأمراض الأخرى التي قد تؤثر سلبًا على صحته، كما تحملهم مسؤولية الفحص والكشوفات الدورية على الأسنان، والتأكيد على أهمية الاعتناء بنظافة ولمعان أسنانهم لمظهر أجمل وفم خالٍ من الأمراض. ومن المهم تفعيل الدور الوقائي لإدارات طب الأسنان والمؤسسات العامة وأخذ إجراءات تنفيذية بإضافة مادة الفلوريد لمياه الشرب حسب النسب المعتمدة من وزارة الصحة العالمية ووزارات الصحة بدول المجلس، وإضافتها كذلك لملح الطعام لضمان وصولها إلى أكبر قدر من المواطنين بجميع فئاتهم، ومشاركة مقدمي الخدمات الصحية من أطباء أسنان ووحدات الفحص في تنفيذ البرامج الوقائية المهتمة بصحة الفم والأسنان. ولا شك أن من المهم التنويه بدور الحملات فهي تؤكد على أن صحة المواطن الخليجي ذات أولوية، لذا فإن إجراء مسح صحي لأمراض الفم والأسنان في دولنا الخليجية سيحقق أهدافه بحول الله؛ فهذه البرامج هي الغاية المنشودة للحفاظ على مادة الفلوريد المهمة لخفض معدلات الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان.