أكدت الكاتبة الدكتورة هيفاء فقيه، أن برنامج "الشريك الأدبي" الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة هو إحياء لتراث أدبي تلاشى، فتاريخ المقاهي والحركات الأدبية بدأت منذ القدم من هذه الأماكن الشعبية، وقالت: "إن كثيراً من الأدباء والمفكرين أمثال نجيب محفوظ أُنتجت إبداعاتهم وخُطت مؤلفاتهم من المقاهي التي كانت محضناً لهم، لذا نستطيع وضع تصورٍ متوقعٍ للمقاهي الأدبية في المملكة، والتي ستعكس الماضي المجيد، والأصالة العريقة في نسق عصري تُبثُ فيه روح الأدب والعلم والمعرفة". وشددت على أن إطلاق مثل هذا المشروع الثقافي في جميع أنحاء المملكة، ووضع آليات تتناسب مع قيم وعادات المجتمع السعودي، جديران بالدعم، وتوفير ما يلزم لضمان نجاح تجربة الاكتمال الثقافي، وتشجيع الاستدامة، مع ضرورة الاستفادة من الإعلام الجديد لتحقيق تغطية شاملة. مشيرة إلى أهمية تحديد أنواع النشاطات لكل مقهى، فعلى سبيل المثال: مقهى للأمسيات الشعرية، والأدب القصصي والروائي والحكايات، وغير ذلك من النشاطات والهوايات التي تتناسب مع ذائقة المجتمع. وقالت:" إن استقطاب المقاهي للمثقفين والكتاب والشعراء للالتقاء مع روادها لخوض تجربة غنية فكرياً؛ هو أحد أهداف "الشريك الأدبي"، وهناك الكثير من الأنشطة التي تساهم في تعزيز فكرة المقاهي الأدبية، ونشر العلوم والمعرفة، كمشاركة الخبراء والمشاهير بتجاربهم وخبراتهم؛ للتشجيع على خوض نقاشات ثرية بعيدة عن رتابة الحياة وجديتها، وبما يحقق الوعي المجتمعي الناضج".