يناقش الإعلام العالمي اليوم الأحد عديد التساؤلات بعد أن تطرح أكبر شركة في سوق المال العالمي وأغلى شركة في القيمة السوقية التي تجاوزت 2 ترليون دولار في عدة دورات، بخلاف الهيمنة النفطية الحالية والغازية والتكريرية والبتروكيميائية القريبة القادمة، فيما ترتكز أهمها على كيفية قدرة الشركة على المحافظة على قوة المركز المالي والأداء التشغيلي للشركة على الرغم من التقلبات التي تشهدها السوق وتداعيات الجائحة الفيروسية على الاقتصاد العالمي. في وقت واصلت شركة أرامكو السعودية قوتها وسيطرتها على إنتاج النفط الخام الذي تتصدره على المستوى العالمي، في ظل منافسة إنتاجية قوية متفاوتة من النفط الصخري الأمريكي الذي تجاوز إنتاجه 12 و13 مليون برميل يوميا قبل الأزمة الصحية وظل إنتاجها مضطرباً إلى أن بلغ الصفر، ومنافسة النفط الروسي الذي يحوم إنتاجه حول 11 مليون برميل في اليوم ويعاني أيضاً من ارتفاع تكلفة إنتاج البرميل بحوالي 6 دولارات، مقارنة بتكلفة إنتاج البرميل السعودي أقل من 2 دولار للبرميل. وعندما اشتدت الأزمة العالمية الصحية والمالية انهارت أسعار النفط العالمي واقتصادات العالم، بينما ظل النفط السعودي قويا في إنتاجه والتحكم في صادراته التي تجاوزت 12 مليون برميل في فترات الأزمة، مع قدرتها على الخفض الكبير حينما يتطلب الأمر المصلحة العالمية ومتطلبات خفض الإنتاج العالمي المشترك لدول أوبك وشركائها في تحالف أوبك+ حينما خفضت المملكة إلى أقل من 7 ملايين برميل لتحافظ على كفة النفط بتوازن ولا سيما وهي الرئيسة للتحالف الدولي لخفض الإنتاج وكانت القدوة الأمثل لقيادة سوق الطاقة العالمي لبر الأمان. فيما انصب تفكير المملكة على تطوير تقنيات وتكنولوجيا إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي بأقل الانبعاثات الهيدروكربونية والغازية الضارة المصاحبة لعملياتها من البئر إلى المستهلكين بأدنى مستويات التسربات المصاحبة للصناعة. وعندما ضربت الجائحة الفيروسية العالم تأثرت شركات النفط العالمية وتدهورت عملياتها التشغيلية ومبيعاتها محققة أكبر الخسائر المالية في تاريخها، بينما صمد عملاق النفط العالمي، ولم تتأثر عملياتها بدء من الاستكشاف للإنتاج في ظل تمتعها بالتميز التشغيلي في كافة عملياتها والقدرة على التحول والتنوع في إنتاج الخام من الخفيف إلى المتوسط والثقيل وأنواع أخرى وفق ظروف ومتطلبات الأسواق العالمية في وقت تكتسح الجائحة بدمارها لصناعة البترول العالمي في العمق ولحد الانهيار وكانت الصدمة العنيفة بوفرة العرض وانعدام الطلب وتحطم الأسعار التي هوت للسالب بخلاف مشكلات طفح مخزونات النفط في العالم لحد استخدام الناقلات العملاقة مخازن للنفط على البحر وإغلاق المصافي وكافة القطاعات المعتمدة على البترول ومشتقاته والتي أغلقت اقتصادات العالم التي باتت كئيبة في أشد أزماتها. وغردت شركة أرامكو قبل إعلان نتائجها اليوم الأحد بتفاؤل وتلميحات لنتائج أقوى لعمليات الربع الرابع 2020 وإيراداته وصافي أرباحه، وقالت في موقعنا الرسمي في تويتر "في ثلاثينيات القرن الماضي، قمنا بإرسال أول شحنة من النفط إلى العالم. وفي عام 2020م، بدأنا في إرسال مواد مبتكرة إلى اليابان لاستخدامها في توليد طاقة منخفضة الكربون". وهذه التغريدة تحمل مضامين قوية تؤكد بينما العالم يصارع الجائحة منهاراً، تواصل أرامكو ابتكار التقنيات في أشد الأزمات. ونجحت بالفعل بتصدير أولى شحنات الأمونيا الزرقاء لليابان لتنجح المملكة بتزويد العالم بالطاقة النظيفة المستدامة. وقال رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر الرميان أخيراً في مناسبة دولية حول تطلعات الشركة المستقبلية وخططها الاستراتيجية في مجال الطاقة والبتروكيميائيات "وبالرغم من أننا أكبر شركة للنفط والغاز في العالم إلا أننا في نفس الوقت نعتبر أنفسنا شركة طاقة وبتروكيميائيات، لذا فإن جزءا من الأشياء التي نقوم بها مع الأخذ بعين الاعتبار الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة في أرامكو". والمملكة تنعم برؤى سديدة للقيادة الحكيمة للبلد المهيمن على قمة العالم في صناعة النفط الخام إنتاجاً وتصديراً واحتياطيا وتكنولوجياً، وفي إنتاج الغاز الطبيعي والمنتجات البترولية والبتروكيميائيات، وتطمح في أن تصبح البلد الأقوى في العالم للطاقة المتكاملة بكافة أشكالها لتمثل قوة استقرار في أسواق الطاقة العالمية بالمساعي السعودية الحثيثة النبيلة لرفد بلايين سكان العالم بوقود التنمية الحضارية من إمدادات طاقة آمنة موثوقة مستقرة مستدامة مستهدفة دعم الانتعاش الاقتصادي في ظل تفاؤل سعودي دائم لمستقبل طاقة أكثر إشراقاً ونضجاً وابتكارا وتنوع استخدام. المملكة ستصبح الدولة الرئيسة في إنتاج وتصدير الطاقة من مصادرها المتجددة وإنتاج وتصدير الهيدروجين