ما زالت إيران تحاول التوسع في تنفيذ مخططها الوهمي الهادف إلى إشاعة الفوضى في العالم الإسلامي وتطمح في ضم بقية الدول العربية إلى العواصم العربية التي دمرتها وشردت مواطنيها وجرت عليهم الويلات والخراب عندما بسطت نفوذها عليها بواسطة أذرعها العسكرية وميليشياتها الإرهابية، التي تدعمها بالسلاح والعتاد، وقد زاد من مطامع إيران صمت جامعة الدول العربية، وعزز من أطماعها قرار الأممالمتحدة برفع الحظر المفروض عليها بشأن السلاح النووي الذي يهدد أمن دول الجوار الخليجي، وكان قراراً شجاعاً عندما اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءً حازمًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والدول العربية هي الأخرى مستهدفة إيرانيًّا وقد وصلت طلائع الحرس الثوري الإيراني إلى ليبيا بعد اندلاع الثورة، وأخذوا يروجون للشعارات الطائفية المذهبية بين الأمازيغيين الليبيين، ونخر جدار المجتمع الليبي وبث الفتنة بين صفوفه، واستغلال الوضع المضطرب في ليبيا باستهداف فئة الشباب، وصبغهم بالصبغة الأيديولوجية الطائفية، كما حدث في دول عربية وإفريقية، وكان واجباً عربياً وقومياً على جامعة الدول العربية أن تحزم أمرها وتقدم على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، التي تسعى دائمًا وفي مختلف الظروف، إلى العمل على تفريق الصف العربي وإضعافه ما استطاعت جاهدة، فكون إيران تدعي أنها دولة إسلامية، فهذا لا يعني أنها دولة مسالمة وتحب الخير لجيرانها، بل جُبلت على كراهية العرب من اليوم الأول منذ فتح المدائن، ولازالت تتجرع مرارة الهزيمة، كما ترويه (الشهنامة) أو تاريخ ملوك الفرس، الذي يفتتحون به أعيادهم العقائدية متباكين على أمجادهم، فكيف نصدقهم وهم يتاجرون بدم الحسين؟