نظم الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة، أمس الاول، اجتماعًا افتراضيًا رفيع المستوى احتفاءً باليوم الدولي للمرأة، وذلك لتسليط الضوء على أبرز الإصلاحات والإنجازات وأفضل الممارسات التي جرت في المملكة بهدف إشراك المرأة في عملية صنع القرار الوطني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان. وشارك في الاجتماع معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة فومزيل ملامبو نغوكا، والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميغيل موراتينوس، ورئيس W20 المدير التنفيذي السابق لصندوق الأممالمتحدة للسكان (UNFPA) الدكتورة ثريا عبيد، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة النرويج آمال يحيى المعلمي، ومعالي الأمين العام لمجلس الأسرة السعودي الدكتورة هلا التويجري، ومعالي وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتمكين المرأة الدكتورة هند الزاهد، ونائب رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة سارة التميمي. وأكد معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، في كلمة ألقاها بداية الاجتماع، أنه منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله-، أعادت حكومة المملكة مراجعة القوانين والأنظمة المدنية والعمالية، ودعمت الإصلاحات والمبادرات الجارية التي تمهد الطريق لتمكين المرأة في جميع مجالات الحياة العامة. وشدد على أن هذه الإصلاحات هي ذاتها التي تدعو إلى إدماج المرأة في عمليات صنع القرار رفيعة المستوى، مشيراً إلى أنه يمكن رؤية المرأة السعودية وهي تتقلد مناصب عليا في الحكومة والقطاع الخاص، مع قيامهن بدور حاسم مع نظرائهن من الرجال، حيث إنهن حاليًا سفيرات وعضوات في مجلس الشورى ومديرات ورئيسات دوائر حكومية، ورياضيات وعالمات. وقال معاليه: إن تمكين المرأة السعودية يحتل موقع الصدارة في البرنامج الإصلاحي لرؤية المملكة 2030، بأهداف اجتماعية واقتصادية عميقة الأثر، واليوم، ونحن نحتفي باليوم العالمي للمرأة، نرى أن المرأة السعودية قد ذهبت إلى أبعد من مجرد التمكين في ظل توجه نحو الإدماج وتحقيق تكافؤ الفرص لبلوغ النجاح وتسلم مراتب القيادة في المملكة. وأضاف: في وقت يشهد فيه العالم اليوم تحديات إنسانية واقتصادية عالمية معقدة بسبب جائحة كوفيد-19، أوجه انتباهكم إلى الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الجارية والمبادرات الدؤوبة في خضم الأزمة، حيث تم إقرار سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى ضمان تمكين المرأة السعودية وإدماجها، مستشهدًا بتنظيم قمة المرأة 20 أثناء رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في 2020، وإعلان الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 خلال الدورة 39 للجنة المرأة العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية. من جانبها أوضحت رئيسة W20 المديرة التنفيذية السابقة لصندوق الأممالمتحدة للسكان (UNFPA) الدكتورة ثريا عبيد، أن التغيير في المملكة العربية السعودية هو تطوري وبالتالي فإن التدرج في عملية التغيير أصبح في طريقة للتنفيذ، مؤكدة أن المرأة السعودية قد دخلت في سوق العمل وتنافست في انتخابات البلديات وتم تعيينها بعضوية كاملة في مجلس الشورى بعد عقدين من تقلص المساحة العامة للنساء. وأبانت الدكتورة عبيد، أنه عندما يدعم الرجال النساء، فإنه لا حدود لإمكانات الجميع، وأنها شراكة ذات تأثير دائم، يمكن من خلالها للرجال والنساء معًا تحريك الجبال لتحقيق الأهداف المجتمعية، داعية القيادات الشابة لعدم تجاهل الماضي بل المشاركة في حوارات بين الأجيال للإطلاع على ما تم انجازه والتمكن من دفع المجتمع إلى الأمام معتمدين على أدلة تاريخية وبأدوات علمية، فمن خلال الحوار بين الأجيال تتمكن الدول من الحركة إلى الأمام. عقب ذلك تناولت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة النرويج آمال يحيى المعلمي، التسلسل الزمني لمشاركة المرأة السعودية في العمل الدبلوماسي ومشاركة السعوديات في حوار وطني مكلف بمناقشة الالتزامات السياسية والدبلوماسية الدولية للمملكة، مؤكدة أن تلك التطورات وفرت مساحة لمشاركة السعوديات في المنصات الدولية ذات المستوى الأعلى. وفي ذات السياق أشارت معالي الأمين العام لمجلس الأسرة السعودي الدكتورة هلا التويجري، إلى أن المرأة السعودية شغلت مناصب قيادية ورئيسية عديدة منها في برامج الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، مفيدة أن نسبة النساء السعوديات العاملات في مجال الدبلوماسية زادت بنسبة 150%. ولفتت النظر إلى أن للنساء السعوديات أسباب كثيرة للاحتفاء بيوم المرأة العالمي، فالمجتمع الدولي أصبح يدرك القفزات الكبيرة التي اتخذتها بعد بداية متواضعة منذ العام واحد وستين فنراها اليوم تتبوأ المناصب العليا وتحاضر في كبرى الجامعات المرموقة كجامعة هارفرد محققة نقلة نوعية وفارضة نفسها بقوة كسفيرة مشرفة لوطنها في المحافل الدولية. السفير المعلمي خلال مشاركته في الاجتماع