أغلقت المصارف والشركات والمصانع أبوابها في بورما بعد الدعوة التي أطلقتها النقابات الرئيسة لتكثيف الإضرابات بهدف خنق اقتصاد البلاد والضغط على المجموعة العسكرية. ويشارك موظفون حكوميون ومزارعون وعمال في القطاع الخاص إلى جانب الشباب في التظاهرات ضد الانقلاب في كل أنحاء البلاد. في مييتكيينا -وسط- سمع دوي انفجارات متعددة، ونقل متظاهرون مضرجون بالدماء بعيدا عن مكان إطلاق النار، وفقا للصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وأفاد مسعف طلب عدم كشف اسمه عن مصرع رجلين، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح من بينهم امرأة أصيبت برصاصة في ذراعها. ودعت تسع من أكبر النقابات إلى "إغلاق كامل ولفترة طويلة للاقتصاد" اعتبارا من الاثنين. وكتبت النقابات في بيان مشترك "لقد حان وقت التحرك"، مشيرة إلى أن السماح باستمرار النشاطات الاقتصادية سيساعد الجيش. وانضمت أقليات عرقية إلى الاحتجاجات، قرب بلدة داوي -جنوب-، تظاهر المئات من عرقية كارينز داعين إلى "إنهاء الدكتاتورية". وتظاهر آلاف البورميين، واستخدمت القوى الأمنية المنتشرة بأعداد كبيرة الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي وكذلك الذخيرة الحية لتفريق التجمعات، وفق شهادات جمعتها الأنباء الفرنسية. وتنفي وسائل الإعلام الحكومية أي تورط للشرطة والجيش في مصرع مدنيين، قائلة: إن على أجهزة الأمن "أن تضمن احتواء أعمال الشغب بموجب القانون". ومنذ الانقلاب، تم توقيف مئات الأشخاص في بورما من مسؤولين محليين وصحافيين وناشطين. وينتهج الجنرالات سياسة الآذان الصماء بشأن إدانات المجتمع الدولي المنقسم حيال الاستجابة لنداءات السكان. ولم يتمكّن مجلس الأمن الدولي الجمعة من التوصل إلى اتفاق على رد مشترك، ومن المقرر أن تستمر المفاوضات هذا الأسبوع. ووعدت المجموعة العسكرية التي تشكك في نتيجة انتخابات نوفمبر التي فاز بها حزب أونغ سان سو تشي بأغلبية ساحقة، بإجراء انتخابات جديدة من دون الكشف عن موعد محدد. من جانب آخر قالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين: إن أستراليا علقت برنامج التعاون الدفاعي مع ميانمار بسبب حملة القمع التي يشنها الجيش في ميانمار على الاحتجاجات الحاشدة ضد الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي. وقالت باين في بيان في ساعة متأخرة من مساء الأحد: إن أستراليا ستعيد أيضا توجيه الاحتياجات الإنسانية العاجلة إلى الروهينجا والأقليات العرقية الأخرى. وأضافت: "سنعطي أولوية للاحتياجات الإنسانية والاحتياجات التي تظهر على الساحة والأكثر إلحاحا، ونسعى لضمان أن تكون مشاركتنا الإنسانية مع المنظمات غير الحكومية ومن خلالها وليس مع الحكومة أو الكيانات ذات الصلة بالحكومة". وتجمع مئات في سيدني أكبر مدن أستراليا في مطلع الأسبوع لحث الحكومة الأسترالية على اتخاذ موقف قوي ضد الانقلاب. وقالت باين: "نواصل حث قوات الأمن في ميانمار بقوة على ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن العنف ضد المدنيين".