"النائمون فقط هم الذين لا يرتكبون الأخطاء أبداً" بهذه العبارة يلخص إينغفار كامبراد صانع أمجاد إيكيا أن الخطأ واقع طالما هناك شخص يعمل، وفي الواقع أن الأخطاء جزء من مستحقات الحياة، وإن من الخطأ الاعتقاد بأن عدم ارتكاب الأخطاء شي إيجابي في جميع الأحوال. إن الانسان يظل مديناً للأخطاء التي ارتكبها طوال حياته في حال استثمرنا أخطاءنا لصالحنا واستخدمناها في اتخاذ أفضل القرارات، وثمة مقولة للرئيس الأمريكي روزفلت ما معناه أن الرجل الوحيد الذي لا يرتكب أخطاء هو ذلك الذي لا يقوم بأي شيء على الإطلاق، وتلك حقيقة لا يمكن تجاوزها، قد يكون الخوف من الفشل عائقاً أمام محاولة القيام بأمور جديدة ولكن قبول حقيقة أن ارتكاب الأخطاء هو جزء من متطلبات الحياة سيحررنا بالتأكيد من قبضة القلق ومن ثم المضي قُدماً في تحقيق أهدافنا. وأمام مخاوف الفشل اسأل نفسك، لماذا أخفقت في استثمار أخطائك، لأنك ببساطة عجزت عن إدارة أزمتك، وفشلت في التوصل إلى مبادئ خاصة بك، وانخرطت في إلقاء اللوم على غيرك ولم تفهم أن أغلب المشاكل هي إشارة مباشرة إلى تحسينات ممكنة، ولأن عدد من الناس لا يعتبرون أن أخطاءهم فرصة مؤكدة للتعلم فإنهم يفوتون فرصاً كثيرة لتحويل فشلهم إلى مكاسب حقيقية، وجذر المشكلة في تقديري عدم اعترافنا أن الأخطاء المرتكبة صادرة منا نحن، لا من غيرنا، أو توهم أننا بلا أخطاء، وهي النقطة التي يسميها عالم النفس إليوت آرونسون "البقع العمياء لحماية الأنا" أي أن دماغنا يعمل باستمرار على صيانة الصورة الإيجابية عن النفس فيجعلنا نعتقد أننا نفعل كل شيء كما يجب. وطالما أنك تقوم بواجبك فالخطأ واقع لا محالة، وتبقى عبارة "التعلم من الأخطاء" بلا معنى إذا لم تملك خطة مبادئ واضحة في تحليل الأخطاء وتجنب ارتكابها والاستفادة منها في تحسين مسيرتك الشخصية، ومن السهل تحويل الخطأ إلى خطة نجاح فاعلة عبر تغيير الأفكار النمطية عن الفشل والنجاح وفي هذا الإطار يأتي تقبل الخطأ والتوقف عن ضخ المشاعر السلبية والتحفيز الذاتي باستخدام العبارات التشجيعية وتذكير الذات أنها على بُعد خطوة من النجاح كنقطة انطلاق في ترتيب قوائم المهام عن أسباب الإخفاق وتحويلها إلى نجاح حقيقي، مع العمل على تعزيز طرق التحسين لتفادي حدوث الأخطاء مستقبلا. ثمة نصيحة أخيرة أود أن أشاركها، وهي ألا تخشى الأخطاء، أقدم على ارتكابها وحولها إلى فرص نمو وتغيير، تجنب الإحباط وتذكر دائما قصة صاحب إحدى أهم العلامات التجارية العالمية في عالم الدراجات النارية حينما سعى لبناء مصنع خاص به فأودت قنبلة بحلمه المنتظر، فأعاد بناءه مرةً ثانية لتعود قنبلةٌ أخرى فتدمّره بالكامل، فجمع علب البنزين الفارغة ليستعملها كمواد أولية فداهمه زلزال أطاح بمحاولته الثالثة أمام عينيه، وعندما قرر أن يبيع أفكاره لإحدى أهم شركات السيارات لاحظ حاجة الناس لوسائل النقل مع غياب الوقود بعد الحرب، فصنع محركاً خاصاً بالدراجات، وما إن شعر بثباته حتى أنشأ شركته الخاصة للسيارات التي تضم الآن أكثر من 100.000 عامل في أمريكا واليابان، والواقع أن قصة الرجل أكثر إلهاماً من جميع العبارات التحفيزية التي تطالبك بالقيام مهما تعثرت.