بحزم القيادة وإيمانها بقدرات الوطن وثقتها بشعبها، بدأ ولي العهد العمل على تطبيق أهداف الرؤية في جميع المجالات وعلى كل المستويات. فكانت البداية حازمة ومباشرة وجلية للعالم أجمع عندما قال -وفقه الله- في مبادرة مستقبل الاستثمار 2017م، التالي: "السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979م .. "أنا واحدٌ من 20 مليوناً، هم يحفزونني، وهم يدفعونني إلى الأمام، إذا عملوا وتوجهوا توجهاً صحيحاً سيخلقون بلداً آخر، 70 % من السعوديين لديهم شغف ودقة وذكاء لتحقيق المستحيل"؛ "أنا أعيش بين شعب جبَّار وعظيم، فقط يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة. لا أعتقد توجد أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم". هذه الكلمات الكريمة، التي تعبر من جهة عن قوة ومتانة وصلابة العلاقة التي تجمع وتربط أبناء المملكة بعضهم ببعض أياً كانت مكانتهم وصفتهم ومواقعهم الوظيفية، وتوضح من جهة أخرى عمق ثناء وتقدير القيادة وافتخارها وثقتها غير المحدودة بجميع أبناء المملكة، جاءت، العبارة الأولى، خلال مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في جلسة "نبض التغيير: نيوم" ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار 2017م، وبثتها وسائل الإعلام العالمية و واس في 24 أكتوبر 2017م؛ وجاءت العبارة الثانية خلال مشاركته -وفقه الله- في جلسة بعنوان: "كيف ستحول القيادة ذات الرؤية في العالم العربي إلى قوة اقتصادية عالمية" ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار 2018م، وبثتها وسائل الإعلام العالمية في 24 أكتوبر 2018م. وإذا كانت هذه الكلمات الكريمة تمثل الحكمة والقيادة والطموح وبُعد النظر، فإنها من جهة أخرى تمثل مرحلة جديدة من مراحل بناء الدولة والاقتصاد والمجتمع والانسان في المملكة. نعم، مثلت تلك الكلمات الكريمة نقطة البداية لأعمال عظيمة وجبَّارة، وانجازات واعدة وطموحة، يقودها ويشرف عليها سمو ولي العهد، ويقف خلفه ويعمل عليها ويسانده فيها جميع أبناء المملكة المؤمنين بحكمة قيادتهم والمتطلعين لعزة ورفعة وطنهم. وفي سبيل تحقيق التطلعات السّامية والأهداف النبيلة للبدء بالمرحلة الجديدة من مراحل بناء الدولة بالشكل الصحيح والسليم، وضعت الخطط والاستراتيجيات، واعتمدت الرؤية، وتشكلت فرق العمل والتنفيذ، وتم تطبيق أعلى معايير الجودة والحوكمة التي تضمن الالتزام بالخطط الموضوعة والإنجاز في الوقت المحدد. تلك كانت البدايات التي حددت فيها الأهداف والغايات التي تتطلع لها الدولة والمجتمع، وعُرِّفت فيها التحديات والمعوقات التي يجب أن تعالج وتكافح وتحارب إن أرادت الدولة أن تتطور وتتقدم نحو الصفوف الأولى دولياً. وبحزم القيادة وإيمانها بقدرات الوطن وثقتها بشعبها، بدأ ولي العهد العمل على تطبيق أهداف الرؤية في جميع المجالات وعلى كل المستويات. فكانت البداية حازمة ومباشرة وجلية للعالم أجمع عندما قال -وفقه الله- في مبادرة مستقبل الاستثمار 2017م، التالي: "السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979م.. السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة ليس المجال اليوم لذكرها.. نحن فقط نعود إلى ما كُنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب. 70 في المئة من الشعب السعودي هو أقل من 30 سنة، وبكل صراحة، لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. سوف ندمرهم اليوم وفوراً. نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح، وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم". بهذا الحزم والرؤية الثاقبة نحو المستقبل، انطلقت المرحلة الجديدة من مراحل بناء الدولة لتتحقق جميع الأهداف التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 على المستويين الداخلي والخارجي. نعم، انطلقت المرحلة الجديدة من مراحل بناء الدولة، التي يشرف عليها سمو ولي العهد، بداية من الداخل بالعمل على القضاء التام على التوجهات الأيديولوجية المتطرفة التي تسببت بتوقف تنفيذ الخطط التنموية، وإعاقة التطور الاقتصادي، وهدر الموارد البشرية، وتعطيل الاستفادة من نصف أبناء المجتمع، وزيادة نسب البطالة، وتكدس العمالة الأجنبية غير المنتجة. وتبع هذه البداية الحازمة إنجازات عظيمة تمثلت في: العمل على تحديث الأنظمة والقوانين والتشريعات بما يتماشى مع الاحتياجات الحالية للدولة والمجتمع ويضمن الالتزام بالمبادئ والقيم التي تأسست عليها الدولة؛ والعمل على إعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة بما يضمن فعاليتها وسرعة أعمالها وكفاءة الانفاق الحكومي؛ والعمل على تعزيز الرقابة ومكافحة ومحاربة الفساد على جميع المستويات وفي كل المجالات بما يضمن تطبيق الأنظمة والقوانين بدون استثناءات ويساهم مساهمة فاعلة في حفظ المال العام ووقف التنمر الإداري؛ والعمل على تطوير قطاعات السياحة والرياضة والترفيه لتواكب مثيلاتها في الدول المتقدمة وتلبي احتياجات المواطن؛ والعمل على تهيئة البيئة المحلية للاستثمارات والصناعات النوعية والمميزة لتساهم في التنمية والنمو الاقتصادي وإتاحة فرص عمل جديدة ونوعية للمواطنين؛ والعمل على سن التشريعات والقوانين واللوائح التي تضمن للإنسان -ذكراً أو أنثى- حصوله على كامل حقوقه التي كفلتها له الشريعة الإسلامية والقوانين التي أصدرتها الدولة. وعلى المستوى الدولي، حرص سمو ولي العهد -وفقه الله- على تعزيز العلاقات الدولية التي تضمن حصول المملكة على كل ما تحتاجه ويخدم مصالحها ومصالح شعبها في جميع المجالات التقنية والفنية والتكنولوجية والصناعية؛ وعمل على توقيع الشراكات الاستراتيجية مع الدول المتقدمة والصناعية، ومع كبريات الشركات والمؤسسات العالمية بهدف توطين الصناعات النوعية وتشجيع الاستثمارات الدولية في المملكة، وضمان التوطين للوظائف وحصول أبناء الوطن على فرص وظيفية نوعية ومميزة. إن الأعمال العظيمة والجبَّارة التي يقوم بها سمو ولي العهد -وفقه الله- على المستويين الداخلي والدولي في سبيل بناء اقتصاد وطني قوي وحديث، ومُجتمع واعٍ ومُحصن من التطرف والفتن، وأنظمة وتشريعات حديثة ومتكاملة ونافذة، وبناء شراكات دولية نوعية تخدم مصالح الوطن والمواطن، وجذب استثمارات عالمية تساهم في التنمية والتوطين وتخلق فرص عمل نوعية للمواطنين، تُعبر عن قائد عظيم يتميز بالحكمة، ويؤمن بقدرات ومكانة وطنه، ويثق ويفتخر بأبناء شعبه. إنها الحقيقة التي تشهد عليها الأعوام السابقة منذ توليه -حفظه الله- المسؤوليات العليا في الدولة، ويشهد بذلك الواقع الذي نعيشه في يومنا هذا. فالمنجزات والإنجازات الوطنية العظيمة التي تحققت في وقت قصير جداً كانت أحلاماً يتطلع لها المواطن، ويعتقد أنها من المستحيلات، ولكن بفضل الله، ثم بحكمة وحزم القيادة الكريمة تحققت الأحلام والتطلعات التي كانت تعتبر من المستحيلات. وفي الختام من الأهمية القول بأن جميع أبناء المملكة الأوفياء المخلصين يقفون صفاً واحداً في دعمهم وتأييدهم لسياسة ومواقف ورؤى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- القائد الذي بذل نفسه ووقته خدمة لوطنه وشعبه، والزعيم الذي افتخر وأثنى على أبناء وطنه أمام العالم، وصاحب الرؤية الذي يعمل ليل نهار في سبيل الارتقاء بمكانة وطنه وشعبه بين الأمم.