أكد مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن حالة الاحتقان الشعبي في إيران تجاوزت حدوداً بعيدة بعد انتفاضة نوفمبر، بسبب اشتداد الفقر والقمع، وباتت الأوضاع مرشحة لانفجارات جديدة أكثر عمقاً وحدّة وأضاف في تصريح صحفي حول الاحتجاجات في إيران أن أكثر من عشرين مدينة إيرانية، شهدت تجمعات احتجاجية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي المضطهدين وأصحاب المعاشات المشمولين بنظام الضمان الاجتماعي بناءً على دعوة سابقة، للمطالبة بحقوقهم. وجاءت هذه التجمعات الاحتجاجية على الرغم من تفشي كورونا في البلاد للتعبير عن احتجاجهم وغضبهم وكراهيتهم للحكومة لما تمارسه من أعمال التمييز والنهب والاستغلال. وأشار عقبائي إلى أن طلبات المحتجين کانت واضحة من خلال الهتافات وهي: «مطلبنا الرئيس هو رواتب تتماشى مع التضخم»، «وآه من كل هذا الظلم، موائدنا خالية»، «أيدينا فارغة.. وضعكم فاخر» أو«لم ير الشعب هذا الحد من الظلم». وتابع، "هذه المرة کانت الاحتجاجات من قبل المتقاعدين وأصحاب المعاشات المشمولين بنظام الضمان الاجتماعي ولكن لم تكن هذه الاحتجاجات الأولى وليست الأخيرة بل هناك يوميا احتجاجات من قبل شرائح مختلفة في المجتمع الإيراني منها احتجاجات المعلمين والعمال والمزارعين في مختلف المدن، وهي تتخذ أبعادًا جديدة بالتزامن مع الاحتجاجات الواسعة للمتقاعدين. وحول ميزة الاحتجاجات هذه المرة يعلق عقبائي: "جرى تجمع المتقاعدين على مستوى البلاد بينما كان نظام الملالي على علم مسبق به؛ لكنه لم يجرؤ على إيقافه، على غرار ما كان يحدث في السنوات السابقة، حيث كان النظام يمنع التجمعات المعلن عنها مسبقًا، من خلال الاعتقال، وفي كثير من الحالات كان يقوم بتفريق التجمعات باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع". وشدد أن عقد التجمعات المتتالية والمعلنة مسبقًا على مستوى البلاد هي الآن علامة على توازن جديد للقوى، حيث إن الناس "وصلت السكين إلى عظامهم" کما تقول عناصر النظام أنفسهم والعمل القمعي قد يكون بمثابة صب الزيت على النار، ويعطي نتائج عكسية ويتسبب في اتساع نطاق الاحتجاجات. وحول خلفية هذه الاحتجاجات قال عقبائي: "بعد انتفاضة (نوفمبر) 2019، والتي اندلعت في أقل من ساعات، أضرم المنتفضون، بحسب إعلان رسمي من قبل النظام النار في 731 سبع مئة وواحد وثلاثين مصرفاً (حكومياً) و140 مئه وأربعين مكتباً حكومياً، ومئات السيارات والدراجات النارية (حسب قول رحماني فضلي وزير الداخلية في ديسمبر 2019)، وحاول حينها النظام منع استمرار الانتفاضة من خلال حشد كل قواه القمعية، لكن بعد شهرين فقط، اندلعت الانتفاضة مرة أخرى وظهرت شعارات "الموت لمبدأ ولاية الفقيه"، "الموت للظالم، سواء كان شاها أو قائدا (خامنئي)" مما أظهر أن الأوضاع المتفجرة للمجتمع والانتفاضة لا تتوقف، لكن ظروف جائحة كورونا، وسعي خامنئي وروحاني تعمد نشره حالا مؤقتًا دون تشكيل التجمعات والانتفاضات اللاحقة". وأضاف عقبائي أن كارثة "كورونا''، وطريقة تعاطي النظام معها زادت من غضب الناس، كما دفع الارتفاع المذهل في معدلات التضخم والفقر والحرمان ونهب الناس خلال العام الماضي إلى تأجيج الغليان الشعبي، واحتمال اتخاذ الاحتجاجات مساراً جديداً بعد انتفاضة نوفمبر 2019، لدرجة لم يخفِ الخبراء والوكلاء ووسائل الإعلام أنفسهم اعترافهم بما يجري على أرض الواقع، وبالتالي تحذير النظام من مآل مخيف. واختتم عقبائي تصريحه مشددا على أن هناك مخزنا من ديناميت الكراهية الاجتماعية حيال النظام الحاكم ويتراكم كل يوم أكثر مما كان عليه حتى تحين اللحظة الموعودة، وينفجر في شكل انتفاضة يخرج الجياع والمحرومون إلى الشوارع ويقضون على نظام الملالي القائم على النهب والفساد.