قطعت بلادنا شوطاً عظيماً في الصناعات المتقدمة؛ ويرجع ذلك إلى البيئة الحاضنة للإبداع. وقد تولّد لدي انطباع إيجابي في بداية تدربي في الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي نجحت في تجهيز وتطوير مدن صناعية نموذجية. ومنشأ هذا الانطباع عدة أسباب تتعلق ببيئة العمل التي رفعت سقف طموحاتي، وأوجدت لدي رغبة ملحّة للتخرج سريعا، لبدء رحلة العمل والعطاء. إن تقدير الهيئة لمتدربيها أمر جيد وعالٍ جدا، فهم يمنحون الثقة التي يحتاجها المتدرب لأداء الأعمال المنوطة بالإدارة، ومن مظاهر هذه الثقة، تزويد المتدرب ببطاقة متدرب تحمل شعار الهيئة، الأمر الذي يشعرك بالانتماء لهذا الكيان الكبير. كما أنهم يوفرون لهم كافة الاحتياجات المهمة لأداء المهام من مكتب وحاسب آلي، وأدوات قرطاسية. أضف إلى ذلك العلاقة المثالية مع الرؤساء والموظفين تبدو أشبه بعلاقات الأسرة الواحدة، فتحفيزهم مستمر ومحفز على التطور العلمي والمهني، الأمر الذي يجعلك تشعر كأنك موظف سابق في الإدارة. هذه البيئة جعلت كل من ينضم إليها يتنبه لأمر مهم، وهو ضرورة العناية باختيار المكان المناسب للتدرب، فهي فرصة من ذهب للخريج، فإما أن يستثمرها، أو يضيعها، ولا مجال هنا للتعويض، فمرحلة التدريب هي مرحلة انتقالية تؤهل الخريج لسوق العمل، ولم تضعها الجامعات عبثا، وإنما لهدف مهم لا يتحقق داخل قاعات المحاضرات.