أصبحت كاليفورنيا أكثر الولايات الأميركية تضررا بوباء كوفيد - 19 من حيث عدد الوفيات لكن إمدادات اللقاح لا ترقى دائمًا إلى هذه الحصيلة المؤسفة، حيث سيتم إغلاق خمسة مراكز للتطعيم بشكل مؤقت في لوس أنجليس بسبب نقص الجرعات. وقال رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي "إننا نقوم بتطعيم الناس بشكل أسرع من وصول جرعات اللقاح" معربًا عن قلقه بشأن الإمدادات "المتفاوتة والتي لايمكن التنبؤ بها والمجحفة في كثير من الأحيان". وأشار إلى أن لوس أنجليس لم تتلق سوى 16 ألف جرعة من اللقاح هذا الأسبوع، في حين يتم إعطاء أكثر من 13 ألف جرعة بقليل يومياً. حتى الآن، تم اعطاء ما يزيد بقليل عن 293 ألف جرعة من اللقاح في لوس أنجليس التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4 ملايين شخص. ونفد اللقاحات المخصصة للحقن الأولى مساء الخميس، وستضطر البلدية إلى إغلاق خمسة مراكز مؤقتًا لعدة أيام. وبذلك لن يُعاد فتح هذه الأماكن، ومنها ملعب دودجرز الشهير للبيسبول، أحد أكبر مراكز التطعيم في الولاياتالمتحدة، قبل الثلاثاء أو الأربعاء. وستبقى المراكز التي تديرها منطقة لوس أنجليس مفتوحة ولكنها ستتأثر أيضًا بالنقص. وستخصص أغلب المواعيد للأشخاص الذين يتعين عليهم تلقي الجرعة الثانية من اللقاح. وينحصر إعطاء اللقاح، حتى الآن، فقط بالعاملين في القطاع الطبي ونزلاء دور المسنين والسكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا في المنطقة. واعربت السلطات الصحية عن أملها في توسيع نطاق التطعيم في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ليشمل مهنًا أخرى تعتبر "أساسية" ومن بينها المعلمون. وأعلن الرئيس الأميركي جو بادين الخميس شراء مئتي مليون جرعة إضافية من اللقاح ضد كوفيد-19 ستسمح للولايات المتحدة بتأمين جرعات حتى نهاية يوليو لتلقيح غالبية السكان. وتضاف هذه الجرعات الإضافية - مئة مليون من موديرنا ومئة مليون من فايزر - إلى مئتي مليون جرعة سبق أن تم شراؤها من كل من الشركتين. وأعلن بايدن الخميس "بات لدينا ما يكفي من الجرعات ل300 مليون أميركي بحلول نهاية يوليو"، وهو رقم يوازي عدد السكان الأميركيين الراشدين. يضاف إلى ذلك توزيع جرعات لقاح الخميس على 6500 صيدلية في البلاد حيث اعتاد الأميركيون الحصول على اللقاح ضد الإنفلونزا. وبدأت حملة التلقيح في الصيدليات أمس الجمعة وستنضم أربعون ألف صيدلية إلى هذا البرنامج. كما سارعت الحكومة لإنتاج اللقاحات وفتحت مراكز تلقيح إضافية وأطلقت حملة للأشخاص المعدمين كالمشردين. وفي أوروبا الوضع أكثر دقة في القارة الأكثر تضررا بالوباء مع أكثر من 790 ألف وفاة (لنحو 35 مليون حالة) وفقا للأرقام الرسمية التي جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية. وأعلن هانس هنري كلوغ مدير منظمة الصحة العالمية لأوروبا أن "الغالبية العظمى للدول الأوروبية تبقى في وضع دقيق". وتنسف مسألة النسخ المتحورة للفيروس التفاؤل الذي منحه اللقاح وتؤدي إلى فرض قيود جديدة. وخوفا من هذه النسخ المتحورة قررت ألمانيا الخميس إغلاق حدودها مع تشيكيا ومنطقة تيرول النمساوية. وأعلن وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر أن هذا الاجراء سيدخل حيز التنفيذ مساء الأحد وأن منطقة تيرول والمناطق التشيكية على الحدود مع ألمانيا ستوضع على لائحة الأراضي الأكثر تضررا بالنسخ المتحورة من الفيروس. وتضم هذه اللائحة دول عدوى كبريطانيا وجنوب افريقيا والبرازيل والبرتغال، وحظرت ألمانيا نهاية يناير السفر إليها. ولم يتلق اللقاح في الاتحاد الاوروبي سوى 3% من السكان جرعة واحدة على الأقل من لقاح ضد كوفيد-19 وفقا لأرقام لفرانس برس الخميس. وأكد الاتحاد الاوروبي أنه يريد زيادة وتيرة انتاج اللقاحات مقرا بأنه "وثق كثيرا بتسليم اللقاحات المطلوبة في الوقت المحدد" وفقا لرئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لاين. وفي العالم تم استخدام أكثر من 155,7 مليون جرعة في 91 بلدا او منطقة. وتحصل الدول الغنية في العالم على نحو ست جرعات من أصل 10 مستخدمة (59%) في حين أن إجمالي عدد سكانها لا يتجاوز 16%. والخميس جددت منظمة الصحة تحذيراتها بالقول أن توزيع اللقاحات غير المنصف قد ينعكس سلبا علينا". وأضافت "كلما استمر الفيروس في التفشي كلما زاد خطر ظهور نسخ متحورة". وتجتمع دول مجموعة السبع الجمعة في قمة افتراضية للبحث في "الوضع الصحي" و"وضع الدول ذات الدخل المحدود" وإمكانية الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي.