حظي تعيين تيموثي ليندركينغ كمبعوث أميركي خاص إلى اليمن بتأييد أميركي وإقليمي واسع لما يملكه من خبرة واسعة وقديمة بالعمل في منطقة الخليج العربي. وكان ليندركينغ قد شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية في الخليج في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كما شغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية إلى الرياض بين عامي 2013 و2016. وفي شهر مايو العام 2019 أبلغ ليندركينغ الكونغرس الأميركي في شهادة رسمية أن السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في العراق واليمن ولبنان يستمر بكونه أكبر التحديات التي تواجه الأمن القومي الأميركي وأمن الحلفاء في الشرق الأوسط. كما شدد ليندركينغ على ضرورة الاستمرار بسياسة السعي لتصفير صادرات النفط الإيرانية لأنها تعيق قدرة إيران على تمويل الميليشيات وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتمنع إيران من الموارد التي تحتاجها للاستمرار ببناء برنامجها الصاروخي والنووي المهدّد لأمن الولاياتالمتحدة وحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط. وقال ليندركينغ في شهادته أمام الكونغرس: "إيران مسؤولة بشكل مباشر عن تصعيد الحرب في اليمن حيث تعمل على دعم الحوثيين بالأسلحة بشكل يعيق الحلول الدبلوماسية الهادفة إلى وقف الحرب على الرغم من حسن النوايا التي أبداها التحالف العربي في عدة اتفاقات وهدن". وأفاد ليندركينغ بأن وقف الحرب في اليمن يحتاج في المقام الأول إلى إيجاد آلية فعّالة تعطّل العلاقة بين الحوثيين وإيران، حيث اتّهم ليندركينغ إيران بتوجيه حزب الله اللبناني لتدعيم قدرات الحوثيين اللوجستية والعسكرية لاستهداف المدنيين داخل المملكة العربية السعودية مشيراً إلى ضرورة تأمين مياه منطقة الخليج لمنع تسرّب أي سلاح إيراني إلى الحوثيين، وتقوية الحكومة اليمنية لتكون المتحكم الوحيد بالبلاد ومخارجه ومداخله الأمنية. وعن تعيينات جو بايدن للشرق الأوسط، قال الكاتب الأميركي في شبكة "ذا أتلانتيك" تشارلز دافي: إن ترحيب المملكة والحكومة اليمنية بهذه التعيينات يعكس ارتياحاً في الشرق الأوسط من سياسات جو بايدن الذي عكست تعييناته الأخيرة ليندركينغ وأشخاص آخرين مثل بريت ماكغورك توجهاته العامة للسياسات الخارجية. مضيفاً: "من الواضح أن جو بايدن سيتمسّك بخط تقليدي في تعاملاته مع الحلفاء في الشرق الأوسط، بينما يختار خطاً متشدداً مع روسيا والصين". ويقول دافي: "لن نشهد نقطة تحوّل في السياسات الأميركية للشرق الأوسط ولكن قد يتحسّن الوضع بالنسبة لليمنيين الذين عانوا من الحرب حيث ستكتشف إدارة بايدن مع الحلفاء المزيد من الأدوات القادرة على التوصل لحلول دبلوماسية". ويرى دافي أن الولاياتالمتحدة ستحتاج في نهاية المطاف إلى علاقاتها التقليدية في الشرق الأوسط والتي تشكّل حجر زاوية في سياساتها تجاه المنطقة والتي لا تتوقف عند حدود اليمن بل تمتد إلى قضايا أخرى بالغة التعقيد مثل الملف السوري ومكافحة الإرهاب وإرساء الاستقرار.