نقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة جو بايدن مصممة على حلّ المشكلات مع إيران عبر الدبلوماسية لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدة والحلفاء والشركاء، إلا أن الرئيس بايدن مستعد لنقل ملف إيران من وزارة الخارجية إلى وزارة الدفاع "البنتاغون" إذا فشلت الطرق الدبلوماسية في ردع إيران. وأفادت "نيوزويك" بأن إدارة جو بايدن تحاول أن تبتعد عن أسلوب ترمب في التعامل مع الملف الإيراني إلا أن مسؤولين من داخل الإدارة أبلغوا المجلة بأن التعامل عبر الخيار العسكري مع إيران لا يزال مطروحاً على الطاولة في عهد جو بايدن في حال اندلعت أي مواجهة أو أقدمت إيران على أي عمل متهوّر. وأبلغ نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية، مجلة "نيوزويك" عن عزم إدارة بايدن التشاور مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وأعضاء الكونغرس قبل الإقدام على أي خطوة تتعلّق بالملف الإيراني. من جانبها اعتبرت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأميركية أن الطريق أمام العودة إلى الاتفاق النووي الايراني يواجه عراقيل كبيرة منها سجل إيران الإرهابي بحق الحلفاء الأوروبيين الذي يضغطون على إدارة جو بايدن لاتخاذ مواقف حازمة من النظام الإيراني وسلوكه الإرهابي. ورأت الصحيفة أن قرار محكمة أنتويرب ببلجيكا القاضي بسجن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي 20 عامًا سيحمل أثراً بالغاً على شكل العلاقة الأميركية والأوروبية مع إيران في المستقبل القريب. وأدانت محكمة أنتويرب الدبلوماسي الإيراني بالتآمر لتفجير اجتماع يونيو-حزيران 2018 للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وذلك بعد أن توصّلت التحقيقات إلى تورّط أسدي بالتخطيط للتفجيرات ونقل متفجّرات وصلت إلى فرنسا في مؤامرة أحبطتها في النهاية الشرطة البلجيكية والفرنسية والألمانية. وأفادت "بيزنس إنسايدر" بأن هذه الحادثة ستؤثر بشكل بالغ على طريقة التعامل مع إيران، فعلى الرغم من اتهام إيران في الثمانينات والتسعينات بالعديد من عمليات الاغتيال في أوروبا، فإن هذه العملية تختلف في الشكل والمضمون حيث يتورّط فيها دبلوماسي إيراني رسمي، ليكون أسدي أول دبلوماسي ايراني يدان ويسجن في أوروبا منذ العام 1979. وقال ضابط استخبارات عسكري بلجيكي ل"بيسنز اينسايدر" أن الأسدي يتبع لفيلق القدس وتحديداً لفرع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني ما سيعزز رغبة المجتمع الدولي بالاستمرار باستهداف الفيلق الذي يستمر بإدارة شبكة إرهابية تعمل في مختلف دول العالم". وأضاف الضابط "لقد حصلنا على معلومات وأدلة دامغة على ضلوع الأسدي في عملية نقل المتفجرات والتخطيط عملية إرهابية في فرنسا وهذا هو سبب عدم أخذ المدّعين مسألة الحصانة الدبلوماسية بعين الاعتبار". وأشارت الصحيفة إلى تأثير هذه المحاكمة غير المسبوقة على المفاوضات القادمة بين الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى حيث يثبت ضلوع الدبلوماسي الايراني بالمؤامرة الارهابية صفة "الدولة الداعمة للإرهاب" على طهران التي تحاول بكافة الأشكال الخروج من مأزق العقوبات.