زار خبراء من منظمة الصحة العالمية الأربعاء معهد ووهان لعلوم الفيروسات، في إطار تحقيق يجرونه لتحديد منشأ فيروس كورونا في هذه المدينة. ويحتوي هذا المعهد على مختبرات عديدة محاطة بإجراءات أمنية مشدّدة ويُجري فيها الباحثون اختبارات على فيروسات من سلالة كورونا. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اتّهم هذا المعهد بأنّه مصدر فيروس كورونا، مؤكّداً أنّ الصين تسبّبت بانتشار الفيروس، إما عمداً أو خطأً، وأغرقت العالم تالياً في جائحة كوفيد-19، في اتّهام نفته بكين نفياً قاطعاً. وقال العضو في بعثة الخبراء بيتر داشاك: "البعثة المكوّنة من عشرة باحثين تتوقّع نهاراً مثمراً للغاية وأن تطرح كل الأسئلة التي يجب أن تُطرح". وكتب على تويتر لاحقًا بأنه كان "اجتماعًا مهمًا للغاية" و"مناقشة صريحة ومفتوحة". وترتدي زيارة بعثة الخبراء أهمية بالغة لبكين التي تسعى لتخلية أي مسؤولية لها عن تفشي الوباء في العالم. وكان متحدّث باسم الخارجية الصينية أكّد الأسبوع الماضي أنّ زيارة بعثة الخبراء تندرج في إطار مشروع بحثي. وقال يومها "هذا ليس تحقيقاً". وقال داشاك في تغريدته إن الفريق التقى الأربعاء بشي تشنغ لي، وهي أحد الخبراء الصينيين البارزين في فيروس كورونا الخفافيش ونائبة مدير مختبر ووهان. أثارت شي الدهشة في مقابلة في حزيران/يونيو 2020 مع مجلة "ساينتفيك آميركان" قالت فيها إنها كانت قلقة في البداية بشأن ما إذا كان الفيروس قد تسرب من المنشأة. لكن الفحوصات اللاحقة كشفت عن عدم تطابق تسلسل الجينات مع الفيروسات الموجودة في المختبر، على حد قول شي، مضيفة "لم أنم منذ أيام". وقالت في وقت لاحق إنها "ستراهن بحياتها على أن (فيروس كورونا المستجد) ليس له علاقة بالمختبر"، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية. وفي سياق آخر، خلصت دراسة بريطانية إلى أن جميع المتعافين من كورونا تبقى لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة لمدة ستة أشهر على الأقل تحميهم على الأرجح من الإصابة مرة أخرى. وقال العلماء إن الدراسة، التي تقيس مستويات الإصابة السابقة بكوفيد-19 وسط السكان في جميع أنحاء بريطانيا وكذلك المدة التي استمرت فيها الأجسام المضادة لدى المصابين، تقدم بعض الطمأنينة بأن الإصابة مرة ثانية سريعا ستكون نادرة. وقالت نعومي ألين، الأستاذة وكبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة: "تحتفظ الغالبية العظمى بالأجسام المضادة التي يمكن رصدها لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة بفيروس كورونا". وأضافت ألين "برغم أننا لا نستطيع التأكد من علاقة ذلك بالمناعة، إلا أن النتائج تشير إلى أنه يمكن حماية الأشخاص من العدوى مرة ثانية لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة". وبينت إن النتائج تتفق أيضا مع نتائج دراسات أخرى في المملكة المتحدة وأيسلندا خلصت إلى أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا تبقى على الأرجح عدة أشهر في المتعافين.