في الجزء الجنوبي الملاصق للبحر الأحمر في مدينة جدة يقع "شاطئ السيف"، والذي يحتوي على الكثير من الخدمات الترفيهية من شواطئ رملية، ومناطق ألعاب الأطفال، ومظلات عائلية، وممرات المشاة، وأكشاك، ومساحات خضراء، وغيرها. لكن الفرحة ل "سكان" جنوب مدينة جدة على وجه الخصوص لم تدم طويلاً من افتتاح الشاطئ قبل عدة أعوام بسبب انتشار "الدبابات" داخل أروقة الشاطئ بشكل لافت، الأمر الذي تسبب بإزعاج متكرر، وشكاوى متواصلة من قبل زوار الشاطئ. تلك الشكاوى، أعادت قضية سائقي "الدبابات" على كورنيش جدة إلى الواجهة بعد سنوات على تأديب عدد من أصحاب الدبابات التي كانت تتخذ من كورنيش جدة الأوسط موقعاً للمتاجرة فيها، حيث اختفت بعد حملات أمنية متوالية، لتستقر في عدة مواقع أبرزها شاطئ السيف في جنوب المحافظة. ظاهرة بدت تشكل قلقاً لزوار شاطئ السيف، حيث تسببت لهم بإزعاج متكرر في نهاية كل أسبوع، ولم يعد الشاطئ جاذباً لهم كما كان سابقاً، وما تميز به من هدوء بعيداً عن صخب وأصوات الدبابات المزعجة، والخطرة في الوقت نفسه. "الرياض" وقفت على شاطئ السيف، وشكاوى بعض من زواره خصوصاً سكان الأحياء الجنوبية، حيث شكى بعض من مرتادي الشاطئ من تزايد أعداد تلك الدبابات المخالفة والمزعجة وخطورتها على المشاة والمتنزهين. وأكدوا أن هؤلاء لا يبالون بالزوار وسلامتهم، مشيرين إلى أن عدداً من أصحاب تلك الدبابات يعملون على استثمارها مهما كلف الأمر في ظل غياب الرقابة، وهو ما أدى إلى تشكيل موقع لهم في نهاية كل أسبوع لتأجير تلك الدبابات. وتأتي شكاوى المواطنين بعد سنوات من معاقبة المتورطين من أصحاب الدبابات في منطقة الحمراء في كورنيش جدة بدهس رجل أمن في كورنيش جدة، وهم ثلاثة تشاديين، ويمنيان، ونيجيري وسعودي. ويؤكد المواطن إبراهيم قاسم أنه اعتاد على الذهاب إلى شاطئ السيف في الكثير من الأوقات في الأسبوع، لاسيما وأنه يسكن في أحد أحياء المجاورة للشاطئ، إلا أن ظاهرة الدبابات أصبحت تشكل خطراً على الزوار في الشاطئ. وأضاف أن الأعداد تتزايد في نهاية كل أسبوع والتي تشهد أيضاً زيادة في أعداد الزوار، فتكثر حوادث الدبابات، إضافة إلى اتخاذهم لأرصفة الشاطئ مسارات لتحركاتهم من دون مراعاة للزوار من الأسر وأطفالهم الذين يغادرون مواقعهم رغماً عنهم. من جانبه، قال أحمد علي السليماني: "كورنيش جدةالجنوبي عموماً الممتد من جنوب قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة إلى حدود "منطقة الشعيبة"، لا تكاد تصدق عينك وأنت تسير فيه، فحاله منذ تأسيسه مازال كما هو، على الرغم من وعود أمناء المحافظة السابقين بتطويره على مدار سنوات مضت من دون أن يترجم ذلك في الواقع". وأضاف: "بعد أن استبشر الأهالي خيراً بإنشاء وتطوير شاطئ السيف وافتتاحه وتحويله إلى متنزه بحري مفتوح تتوفر فيه جميع الخدمات، إلاّ أننا صدمنا بعد فترة من افتتاحه بانعدام النظافة فيه، وقلة الاهتمام، وعدم توفر المياه في الحمامات في أوقات كثيرة". وتابع: "نعاني من انتشار الدبابات والخيول على الشاطئ، وانتشار الكلاب الضالة في الجهة المقابلة للشاطئ التي تثير مخاوف الأطفال والأهالي زائري الكورنيش". وتحدث السليماني متسائلاً عن كون المشروع حديث الافتتاح وكلف الدولة ملايين الريالات، ويعاني هذا الإهمال وعدم المبالاة ! وأضاف أن تلك المشكلات دفعت الكثير من المواطنين والمقيمين لمطالبة أمانة جدة بالاهتمام والرعاية بكورنيش جدةالجنوبي عامة، لا سيما وأنه متنفس سكان جنوبجدة. وأشار إلى أن شاطئ السيف الذي يمتد لثلاثة كيلو مترات والمميز بمساحاته الخضراء الواسعة وألعاب الأطفال، يحتاج إلى زيادة الاهتمام به. وأبدى المواطن أبو يحيى تخوفه من عودة المشكلات والإزعاج الذي كان يحدثه سائقو الدبابات في منطقة الحمراء بكورنيش جدة لتنتقل إلى شاطئ السيف، خصوصاً في ظل بعده عن الرقابة المستمرة، مشيراً إلى أنه أصبح يتجنب الذهاب إلى الشاطئ بسبب الدبابات، إضافة إلى عدم وجود عناية بالمنتزه الذي يخدم سكان جنوبجدة كونه المتنفس الوحيد لهم على البحر الأحمر. الأرصفة التي يستخدمها سائقو الدبابات مدخل شاطئ السيف ألعاب متنوعة في الشاطئ