مضى أكثر من عشرة أشهر على قرار وزارة الرياضة بتعليق الحضور الجماهيري في جميع المنافسات الرياضية بما فيها اللعبة الشعبية الأولى «كرة القدم»، وهو القرار الذي اتخذته الوزارة مع الجهات ذات العلاقة بهدف التصدي لفيروس كورونا ومنع انتشاره، وحمل البيان الذي جاء فيه الإعلان عن ذلك جملة «على أن تتم مراجعة هذا القرار بشكل مستمر مع الجهات ذات العلاقة». اليوم وبفضل الله ثم التدابير الاحترازية والمجهودات المذهلة التي قامت بها الدولة، نعيش وضعاً أفضل من خلال التحكم في الفيروس وانحسار الإصابات وتراجع أعداد الوفيات والحالات الحرجة، فالمملكة من ضمن الدول التي ترصد استقراراً في إصابات كورونا، بالإضافة إلى بدء حملة التطعيم باللقاح للمواطنين والمقيمين. ولأن الجماهير هم ملح الملاعب والميادين الرياضية، وعلى ضوء الاستقرار الذي تعيشه بلادنا فيما يخص كورونا، فأقترح على وزارة الرياضة مراجعة قرار منع دخول الجماهير للملاعب، وبالتحديد ملاعب كرة القدم، والبدء مع الجهات المسؤولة في دراسة إعادة الحياة للمدرجات تدريجياً ووفق إجراءات وقائية يراعى فيها سلامة الجميع. خصوصاً وأن لدينا منشآت رياضية وملاعب مؤهلة لاستقبال الجماهير وفقاً للإجراءات الاحترازية من ناحية مواقف السيارات والمداخل والمخارج والمدرجات، على أن تكون عودة الجماهير بالتدريج، من خلال أعداد محدودة، على سبيل المثال لا تتجاوز 2000 مشجع في الملاعب الكبيرة، و1000 مشجع في بقية الملاعب، حتى يتحقق «التباعد»، مع الاستعانة بتطبيقي «توكلنا وتباعد» للتأكد من سلامة الحضور قبل دخولهم. وبالنسبة لطريقة تحديد الحضور الجماهيري، بالإمكان منح أعضاء الجمعية العمومية في كل نادٍ سواء كانوا الذهبيين أو العاديين الأولوية والأفضلية في حضور المباريات، وسيشجع ذلك محبي الأندية على الاشتراك في العضوية التي لا تكلف أكثر من ألف ريال، بالإضافة إلى منح من أخذوا لقاح كورونا ويظهر لهم في تطبيق توكلنا «محصن» أولوية، مما سيشجع أيضاً على أخذ اللقاح. ومن بين الأفكار التي أطرحها بين أيدي المسؤولين، أن تدشن وزارة الرياضة تطبيقا إلكترونيا خاصا بالجماهير وتنظيم عودتهم ودخولهم للملاعب وربطه بتطبيق توكلنا، وتكون مهمته حجز المقاعد وتحديد الأعداد والأولويات وغير ذلك، ولن يكون ذلك صعباً في ظل التطور التقني الذي لاحظناه خلال جائحة كورونا وتميزت به الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). لأن الأعلام شريك في رياضتنا، طرحت هذه الاقتراحات والأفكار التي أتمنى أن تصل لرجل الرياضة الأول الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وفريق عمله، وواثق تماماً بأنه والمسؤولين حريصون على الرياضة السعودية، ولن يترددوا في تطبيق أي منها إن سمحت الظروف بذلك، خصوصا وأن ملف جائحة كورونا ترتبط فيه جهات حكومية عدة، هدفها الأول والأخير سلامة الجميع.