لم أجد عنواناً لمقالي أبلَغ من قول سمو ولي العهد هذا. مثل غيري تابعت بشوق ولهفة وترقُّب الإعلان عن مشروع The line في منطقة نيوم، الذي تم التمهيد لإعلانه بطريقة ذكية، ضمنت تقديمه على النحو الذي يستحق لأهميته وأسبقيته، والذي يُعد من دون ريب قفزة نوعية غير مسبوقة إلى المستقبل، وخطوة متقدمة نحو تأسيس مدن متناغمة مع الطبيعة، وتعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، كأنموذج للمُدن الذكية المحافظة على البيئة بكُل المقاييس، وهو تفكير رائد في بناء المدن الحديثة سوف ينقل حياة المواطن السعودي إلى مستوى من الحياة المدنية لم يسبقه إليه أحد.. ونحن نعيش المنجزات الحضارية منجزاً تلو مُنجز ونسبق الزمن، ونسابَقُ الأمم نحو الريادة والبناء والتخطيط للمستقبل والحفاظ على البيئة والحياة في ترف التقدم والازدهار، لابد أن نفخر ونعتز بما حققه الوطن من تقدم في شتى المجالات، والتقدم هنا ليس محدداً في نطاقه التقليدي أي التقدم العلمي والحياة المدنية، بل التقدم بمعناه الشمولي أي فتح آفاق للحياة الحديثة التي ترتقي بالإنسان وطريقة عيشه وتحافظ على البيئة من حولنا وتضع الاعتبار للمخلوقات التي تشاركنا الحياة في هذا الكوكب، وهو تفكير عميق ونظرة ثاقبة لا يصدران إلا عن الأمُم المتحضرة، ولا يكون إلاّ من إنسان بمستوى محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي يقف خلف المنجزات الحضارية بمختلفها في هذا العهد الزاهر عهد سلمان الحزم والعزم والعزة والشموخ.. عندما دشن سموه مشروع نيوم قبل عامين تقريباً، كان الانطباع لدى الجميع أنه قد وضع في الواقع الركن الأساس لمشروعات مقبلة شتى سوف تكون أكثر أهمية ومساهمة في تنمية الأرض والإنسان، وهو ماتحقق بالفعل، فها نحن نحتفل اليوم بِه ومعه بتشدين العمل في أول مدينة حديثة بمفهوم جديد وسبُل تخطيط وبناء غير مسبوقة في دُول العالم قاطبة! ما أجمل أن ترى الوطن يخطو إلى الأمام بثبات! ويُشمِّر الكل عن السواعد في سبيل ترجمة الحُلم إلى واقع مُعاش لا تلمسه سوى الشعوب الظافرة المتعطشة دائماً للمزيد من التقدم والرُّقِي.. ولعلي أختم هذه العُجالة كما بدأت، بقول من نترسَّم خُطاه جميعاً: لماذا نُضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ لماذا يُتوفى 7 ملايين إنسان سنويًا بسبب التلوث؟ لماذا نفقد مليون إنسان سنوياً بسبب الحوادث؟ ولماذا نقبل أن تهدر سنوات من حياة الإنسان في التنقل؟ ومثلما طَرح هذه الأسئلة فقد أتت الإجابات الشافية عليها منه أيضاً -حفظه الله ورعاه-، لن نقبل! وما The line إلاّ خطوة تأكيد سوف تتبعها خطوات في سبيل تحقيق ما أراد، فقد عودنا سموه الكريم على السير الحثيث الذي لا يتوقف نحو الصعود إلى العُلا، والسير بكل ثقة وتصميم نحو مدارات المستقبل بمفهومه الشامل والكامل للحياة ومحورها إنسان هذه الأرض.. ولعل مِن حُسن الطالع أن أحظى على المستوى الشخصي بالعمل في مشروع نيوم منذ انطلاقه، حيث كُنا من أوائل الشركات الوطنية التي عملت ومازالت في تنفيذ اللبنات الأولى لهذا المشروع المتميز والفريد، ونحن نعمل وفق مفهوم أن هذا تشريف قبل أن يكون تكليف، وقد وطَّدنا أنفسنا على العمل بما يرتقي إلى مستوى تطلعات سموه الكريم لناحية الإنجاز، ووفق منهجه: البيئة أولاً.