قالت ثلاثة مصادر في مجموعة أوبك+ إن معظم دول المجموعة تود تأجيل زيادة مزمعة في إنتاج النفط اعتبارا من فبراير شباط بسبب ضعف الطلب على الوقود وسط إجراءات عزل عام عالمية جديدة لوقف انتشار فيروس كورونا. وتجتمع أوبك+، وهي مجموعة تضم أوبك وحلفاء منهم روسيا، في وقت لاحق بعد اجتماع لخبراء أوبك+ أمس حين قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إنه يرى مخاطر هبوط لأسواق النفط في النصف الأول من 2021. وأضاف باركيندو "وسط بوادر تبعث على التفاؤل، فإن التوقعات للنصف الأول من عام 2021 متفاوتة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المخاطر النزولية التي يجب التعامل معها". وقال "لا تزال القيود على النشاط الاجتماعي والاقتصادي سارية في عدد من البلدان، وهناك قلق بعد ظهور سلالة جديدة شديدة الخطورة من الفيروس". وكانت أوبك+ قررت في ديسمبر كانون الأول زيادة الإنتاج نصف مليون برميل يوميا من يناير كانون الثاني في إطار زيادة تدريجية تصل إلى مليوني برميل هذا العام لكن بعض الأعضاء شككوا في الحاجة لزيادة أخرى بسبب زيادة الإصابات بفيروس كورونا. وتجاوز سعر خام برنت 53 دولارا للبرميل أمس الاثنين ليلامس أعلى مستوى منذ عدة أشهر بفضل توقعات بأن تبقي أوبك+ الإنتاج عند المستويات الحالية في فبراير شباط. واقترحت السعودية نهجا أكثر حذرا خلال اجتماعات سابقة بينما تقول الإمارات، العضو في أوبك، وروسيا، التي لا تنتمي لعضوية المنظمة، إنهما تفضلان زيادة أسرع. اضطرت أوبك+ إلى خفض الإنتاج بمقدار قياسي في 2020 في ظل إجراءات العزل العام عالميا التي قلصت الطلب على الوقود. وخفضت أوبك+ الإنتاج للمرة الأولى بواقع 9.7 مليون برميل يوميا ثم قلصت التخفيضات إلى 7.7 مليون وأخيرا إلى 7.2 مليون بداية من يناير كانون الثاني. وسرعت المجموعة وتيرة اجتماعاتها في ظل الأزمة الصحية والأضرار التي تلحقها بالاقتصاد العالمي. ويتعلق الأمر، بهدف دعم أسعار الخام، بتعديل المعروض من الذهب الأسود وفقاً للطلب الذي تسبب وباء كوفيد-19 بخفضه فيما ما زال تعافيه غير مؤكد. وكانت الجولة الأخيرة من الاجتماعات، بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و3 كانون الأول/ديسمبر، قد "مهدت الطريق لإعادة مليوني برميل يوميا على نحو تدريجي إلى السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع استعداد الدول المشاركة لتعديل هذه المستويات تبعا لظروف السوق وتطورها"، وفق ما قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو الأحد، خلال اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+، والمكلفة وضع التوصيات لاجتماع الاثنين بشأن اتفاقية خفض الإنتاج. انعكست هذه الاستراتيجية بطرح 500 ألف برميل إضافية يوميًا في كانون الثاني/يناير، على أن يعقد اجتماع في بداية كل شهر لأعضاء الكارتل الثلاثة عشر، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وحلفائهم العشرة (أوبك+)، وعلى رأسهم روسيا، من أجل تحديد حجم الإنتاج للشهر التالي.