تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة التي تشكل ذاكرة فنية نوعية متميزة للخط العربي بمختلف أشكاله ورؤاه الفنية والحروفية. ويأتي هذا الانتقاء المتميز إسهاما من المكتبة في تعزيز حضور هذا الفن العربي والإسلامي الأصيل في المشهد الثقافي، ومشاركة ضمنية من المكتبة في المناسبات الوطنية والثقافية المتعددة، خاصة في العام 2020م الذي أعلنته وزارة الثقافة عاما للخط العربي ، حيث أقامت المكتبة مسابقة في فنون الخط العربي كانت قد أعلنت عن أسماء الفائزين بها يوم 18 ديسمبر الماضي. وتقتني المكتبة آلاف المخطوطات والمسكوكات والمقتنيات المعدنية التي سُجّلت عليها نوادر من الخطوط العربية، خاصة من النسخ، والتعليق الدقيق، والنستعليق، وهو خط قليل الميلان، و:" التمبكتي" نسبة للبلدة ( تمبكت) ويكتب بعدة طرق ، ويسمى أيضا : " السوداني" أو " السوسي" وهو خط منتشر من السنغال إلى السودان، وأيضا هناك مخطوطات بالديواني ، والنسخ التدويني، والتعليق الفارسي. ومن بين المقتنيات التي تقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مخطوط بعنوان:" التذييل في شرح التسهيل" لمحمد بن يوسف الغرناطي الحياني، تم نسخه في 26 رمضان 768ه الموافق ( 3 يوليه 1367م) أي أكثر من 653 عاما ، ويتكون هذا المخطوط من (259) صفحة من الورق المشرقي، كُتبتْ بالمداد الأسود أو البني الباهت بخط النسخ قليل الإعجام ، كما استخدم المداد الأحمر في كتابة رؤوس الفِقَر وخطوط التنبيه ونسخه علي بن أبي محمد بن أبي القاسم . وتمثل هذه المخطوطة صورة خط النسخ في العصر الذي كُتبتْ فيه. ومن النسخ النفيسة التي تقتنيها المكتبة في مجال المخطوطات والخط العربي النادر، نسخة بعنوان:" المغني في شرح الموجز" لسديد الدين الكازروني، ونوع الخط هو:" التعليق الدقيق" كتبت في العام 787ه الموافق (1385م) وتتكون من (233) صفحة، وقد نسخ هذا المخطوط عطاء الله بن مسعود المرفودي. ومن الخطوط العربية الزاهية التي تمثلها مخطوطة :" أُنس المنقطعين" للمعافا بن إسماعيل بن سنان ( ت 630ه) خط:" النسخ التدويني" وكتبت المخطوطة في 870ه الموافق ( 1465م) وقد استخدم المداد الأسود في كتابة النص ، واستخدم المداد الأحمر في كتابة بعض الكلمات المفتاحية ونسخ المخطوط محمد بن أحمد الكيلاني . وتندرج مخطوطة :" الكوكب الساطع في شرح نظم جمع الجوامع" في سياق خط النسخ التدويني، كتبت في 19 شوال 895ه الموافق ( 14 أكتوبر 1490م) نسخها محمد الأشموني وهي من تأليف جلال الدين السيوطي ( ت 911ه ) ومن الخطوط الفارسية التي تضمها المكتبة مخطوطة:" الفتاوى الأمينية لما فيها من الودائع اليقينية) من تأليف أمين المؤمنبادي ، وهي من خط: " التعليق الفارسي" كتبت بالمداد الأسود والمداد الأحمر، كتبها سنة 942ه الموافق ( 1535م) مير صالح بخاري. ومن مخطوطات الخط المغربي التي تقتنيها المكتبة مخطوط بعنوان:" حياة الحيوان" لمحمد الدميري (ت 808) ونسخ المخطوطة محمد بن سالم بن موسى سنة 1040ه (1630م) بالمداد الأسود والأحمر. ولا تتوقف جماليات الخطوط وأنواعها على الكتابة على الورق فحسب، بل هناك مقتنيات متنوعة لدى المكتبة من المعادن والرق، وعلى المسكوكات من عملات مسكوكة في العصور الإسلامية المختلفة، وأيضا تبرز في المشغولات المعدنية من الفضة والنحاس والذهب، وتشكل مشهدا فنيا متنوعا له أساليبه وطرزه المتعددة. وتضم الخطوط التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية : المسند، والزبور، والثمودي، والداداني، واللحياني، والصفوي، والآرامي، والنبطي، وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصة ، وتطور على امتداد 15 قرنا إلى فن جميل له تشكيلاته وأنماطه وأصبح يحتل مكان الصدارة بين الفنون الإسلامية، وساعد على ذلك ما تتحلى به طبيعة الخطوط العربية وأشكال حروفها من حيوية ومطواعية وانسياب ومرونة بما بها من وصل وفصل ، مما جعل إمكانية تطورها إلى أشكال متعددة وأساليب شتى. ومن أشهر الخطاطين العرب على امتداد التاريخ الإسلامي بوجه عام :قطبه المحرر، اسحق بن حماد الكاتب، الخليل بن أحمد الفراهيدي المشهور بعلم العروض، وابن مقله، وعلي البغدادي، وياقوت المستعصمي، وحمد الله الأماسي، والحافظ عثمان، وعزيز أفندي، ومحمد الرفاعي، والصالح الخماسي، وممدوح الشريف، وطاهر الكردي، وسيد إبراهيم، وحامد الآمدي. ويبرز الخط العربي بكل تنوعاته في المصاحف، والكتابات المنقوشة على المباني أو النصب التذكارية أو الجدران أو شواهد القبور أو الأضرحة والمنابر، والكتابات التي ظهرت على المسكوكات من النقود، وعلى الأقمشة والطرز، والفخار، والأطباق، والسرج والأواني والأختام والموازين والزجاج والأخشاب والأواني النحاسية والسيوف والكتب والرسائل المؤلفة عن الخط العربي وقواعده الفنية.