«مابل ليست مجنونة، إنها غير عادية. إنها ليست مجنونة، لذا لا تقل إنها مجنونة». إذا كانت هناك ميزة واحدة تفصل بين أفلام جون كاسافيتس وأفلام أي شخص آخر تقريبًا، فهي كثافة التفاصيل في سرد القصص. أفلامه تحتاج إلى أن تقرأ عن كثب، من البداية إلى النهاية. لا توجد فترات هدوء، ولا ثغرات في الإيقاع. قصة عائلة من الطبقة المتوسطة في لوس أنجلوس تستكشف ما يفترض أن تكون عليه المرأة في المجتمع. اضطراب منزلي وانهيار عاطفي لربة منزل وكفاح عائلتها لإنقاذها من نفسها. صورة واقعية للغاية لامرأة تصاب بالجنون، وأداء شجاع في بيئة غامضة للطبقة العاملة. يلعب بيتر فالك دور الزوج «نيك» وجينا رولاندز (التي كانت متزوجة من مخرج الفيلم كاسافيتس) تلعب دور زوجته «مابل». إنها تحاول جاهدة أن تكون الزوجة المثالية، الأم المثالية، الحبيبة المثالية، بحيث يبدأ عقلها في الانكسار والذبول. يقدّم جينا رولاندز وبيتر فالك عروضًا مروعة لا تُنسى كزوجين يعيشان في حب عميق لكنهما غير قادرين على التعبير عن حماستهما بعبارات يمكن للآخر فهمها. «مابل» تلعب دور امرأة مضطربة، يستمر زوجها «نيك» المهووس، المحبوب، بشكل هستيري في طمأنتها أن كل شيء على ما يرام. يتحدث الفيلم طوال الوقت عن جروح الحياة اليومية، التي تتمحور حول العالم حيث يطحن كل فرد أعصاب الآخر. «امرأة تحت النفوذ»، يصوّر الانهيار العقلي لمابل والانهيار الناتج عن زواجها من نيك. أدركت مابل أنها مفرطة في التوتر، وأن الآخرين ينظرون إليها على أنها غريبة، وتبذل قصارى جهدها لإبقاء الجميع سعداء وتظل أمًا جيدة لأطفالها الثلاثة، لكن مزاج نيك وعدم ثقة والدته وكراهيتها لها تجعل الأمر صعبًا عليها للبقاء متوازنة عقليًا. الفيلم يفرض نوعًا من التعاطف على المشاهد لم يعتد على تجربته، من خلال تفاصيله وحقيقته وأمله في النهاية. إن تعاطفه مع أحلك شخصياته أمر ملهم بشكل لا يصدق. من هو المجنون هنا؟ وما هو «الجنون» حقًا؟ ربما لا تكون «مابل»، هي الوحيدة التي تخنقها التوقعات. لكن الأعراف الجنسانية والمجتمعية لا تسمح للمرأة بالتعبير عن استيائها. يجب أن تكون ممتنة للحياة التي تم تحديدها لها مسبقًا - أي شيء آخر سيكون مجنونًا. الكثير من الأفلام التي تتحدث عن المرض العقلي لا تعطي لشخصياتها أي نوع من الوعي الذاتي، لكن هذا ليس هو الحال مع «مابل». إنها تعرف أنها لا تتصرف بطريقة تعتبر مقبولة أو متقنة، لكن كما تقول ل نيك ، «أنا شخص دافئ». تمت كتابة الفيلم وإخراجه من قبل جون كاسافيتس - الذي كان ربّ الأسرة في صناعة الأفلام المستقلة في الولاياتالمتحدة. «امرأة تحت النفوذ»، كان فيلمًا تاريخيًا من نواحٍ عديدة، لأنه كان من أوائل الأفلام الأمريكية المستقلة الحقيقية، بتمويل ذاتي وحجز في دور الفن من قبل المخرج نفسه. يمكن القول إن الفيلم هو أكثر أفلام جون كاسافيتس شهرة وتأثيرًا. عمل محدد من العصر الذهبي لصناعة الأفلام الأمريكية المستقلة، تحفة فنية لم تفقد أيًا من قوتها في التأثير.