تعد منطقة حائل من الأماكن الغنية بالتراث وتزخر بالعديد من المواقع السياحية التاريخية والأثرية وتحوي كل ما يبحث عنه من تاريخ المملكة في أبنيتها وقصورها التي تختزن قصصاً وروايات تشكّل في مجملها موسوعة ثقافية لحقب زمنية مهمة في تاريخ الحضارة الإنسانية. ومن ضمنها مبادرة إحياء درب زبيدة ذلك الطريق الحضاري الضارب في أعماق التاريخ، الطريق الممتد من الكوفة في العراق إلى المملكة، حيث يبلغ طوله داخل أراضي المملكة "1150كم" ويمر بخمس مناطق هي "الحدود الشمالية، حائل، القصيم، المدينةالمنورة، مكةالمكرمة"، ويبلغ عدد المحطات الرئيسة في هذا الطريق "27" محطة ومتوسط ما بين كل محطة وأخرى نحو "50 كم". ومثلها محطات ثانوية تسمى كل منها "متعشى" وهي استراحة تقام بين كل محطتين رئيستين. يقول الدكتور عبدالعزيز العبيداء صاحب المبادرة ل"الرياض": إن المبادرة، ستنطلق في "4/يناير" المقبل، ويشارك فيها "50" رجلاً وسيدة مشياً على الأقدام لقطع مسافة "420 كم" تبدأ من شمال شرق حائل من منطقة الشيحيات وتنتهي بمنطقة البعايث لمدة "16" يوماً بمشاركة "30" من الركائب، مشيراً إلى أنه قد بلغ عدد المتقدمين على هذه المبادرة منذ الإعلان عنها أكثر من "700" مشارك، ما يدل على اهتمام هواة المشي والآثار بمثل هذه الأنشطة. وهذه المبادرة تهدف إلى التعريف بالبعد الحضاري للمملكة وتعظيم مكانتها، والتأهيل والتنمية بمواقع التراث الوطني وتشجيع القطاع الخاص بالاستثمار فيها وتشغيلها، وكذلك تشجيع رياضة المشي، وخلق سياحة راقية مستدامة وترفيه هادف للمساهمة في الناتج المحلي، بالإضافة إلى تشجيع رياضة الإبل والخيل والمحافظة عليها. وستعمل هذه المبادرة على إعادة إحيائه واستثماره ليصبح مساراً عالمياً للمشي في الطبيعة وركوب الإبل والخيل يقصده جميع المهتمين والباحثين والمتخصصين، بالإضافة إلى السياح المهتمين، ما سيشكل رافداً حضارياً وثقافياً واقتصادياً يعود بالنفع على هذا الوطن.