البتكوين عملة رقمية اخترعها شخص مجهول أو مجموعة من الأشخاص باستخدام الاسم المستعار Satoshi Nakamoto في العام 2009، وكان سعرها عند إطلاقها 0.001 دولار للوحدة، خلال سنة واحدة وصل سعرها إلى 0.3 دولار للوحدة وخلال سنتين لامست ال 5 دولارات وفي عام 2017 ارتفعت إلى حوالي 14 ألف دولار قبل أن تنهار إلى مستويات تقل عن 4 آلاف دولار، هذا الانهيار فتح شهية المخاطرة لدى الصناديق الاستثمارية والبعض من الشركات التي لديها سيولة عالية فقررت الدخول بجزء من سيولتها في هذا الاستثمار عالي المخاطر فزاد الاستثمار المؤسسي الذي لا يتسرع عادة في عمليات البيع عند أي هبوط مفاجئ، فساهم ذلك في احتفاظ المؤسسات بكميات عالية من العملة في محافظهم وهذا دفع البتكوين إلى الصعود مرة أخرى وجاءت جائحة كورونا لتضرب كل الاستثمارات وتعطل النشاط الاقتصادي وتتراجع عوائد السندات فتحولت السيولة لأسواق الأسهم والذهب وسطع نجم عملة البتكوين وأصبحت تُصنف على أنها إحدى الملاذات الآمنة في ظل تخارج المستثمرين والصناديق من الملاذات التقليدية، هذا التحول في النمط الاستثماري رفع عملة البتكوين إلى أعلى مستوىً لها على الإطلاق في نهاية الأسبوع الماضي حيث تجاوزت 24 ألف دولار مرتفعة خلال عام 2020 بأكثر من 200 %. عندما شاهدت هذا السعر تذكرت أول عملية شراء تمت بواسطة عملة البتكوين والتي كانت مقابل قطعتان بيتزا ب 10,000 بتكوين في عام 2010، إن كان صاحب هذا المطعم ذا حظ سعيد واحتفظ بهذه العملة فإن ثروته الآن تُقدر بحوالي 240 مليون دولار، وتبلغ القيمة السوقية للبتكوين الآن حوالي 444 مليار دولار ويتوقع المحللون استمرار البتكوين في الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة، بينما توقع مدير الاستثمار في «Guggenheim Partners» سكوت مينيرد، أن يصل سعر البتكوين إلى 400 ألف دولار ولكن هذا التوقع فيه كثيراً من المبالغة. الاستثمار في عملة البتكوين فيه مخاطر عالية يجب الحذر منها أو الابتعاد عنها، والارتفاعات الأخيرة حفزت بعض شركات الوساطة غير المرخصة إلى ترويج الاستثمار في عملة البتكوين وإغراء بعض المستثمرين لفتح محافظ لديهم ولكن غالب تعاملات هذه الشركات تنطوي على عمليات احتيال طارت معها أموال المستثمرين.