مساهمة قطاع الترفيه في الاقتصاد الوطني توفير أكثر من 450 ألف فرصة عمل للشباب والشابات 4.2 % مساهمة مكونات قطاع الترفيه في الناتج المحلي عام 2030 1.4 % حصة المملكة المتوقعة من الإنفاق الترفيهي العالمي في 2030 بقدر التواضع الذي ظهر عليه قطاع الترفيه في المملكة في عقود سبقت الإعلان عن رؤية 2030، وبقدر الانطلاقة القوية التي يشهدها القطاع بعد الإعلان عن الرؤية، وكأنه يسابق الزمن لتعويض ما فاته، والوصول إلى القمة في وقت وجيز، بأدوات مغايرة، ومشروعات نوعية، تجعل من "الترفيه" أحد القطاعات المهمة التي تعتمد عليها المملكة في تأمين دخلها السنوي، بدلاً من الاعتماد غير المستدام على دخل النفط. هذا المشهد يذكّرنا بما كان عليه قطاع الترفيه في المملكة قبل 5 سنوات من تواضع شديد، وتجارب تقليدية، قادها رجال أعمال على استحياء، إلا أنها لم تنجح في إقناع المواطن بالبقاء في الداخل وعدم السفر بحثاً عن الترفيه في الخارج، وإنفاق المليارات. اليوم يحقق قطاع الترفيه في المملكة طفرات غير مسبوقة ومتسارعة، تبشر بالخير والأمل، وتؤكد أن المملكة ستكون وجهة سياحية رئيسة في الشرق الأوسط، يأتيها السياح من كل حدب وصوب، للاستمتاع بما فيها من مواقع ترفيهية وأثرية وتاريخية لا حصر لها، فالحكومة تراهن على إمكانات القطاع، وترى فيه ضوءاً ساطعاً يشع بالأمل، بما يضمه من مشروعات ترفيهية نوعية، هدفها الأول والأخير تحقيق عوائد سياحية ضخمة، إضافة إلى الارتقاء بجودة الحياة في المملكة، معتمدة على حزمة من المشروعات النوعية بعضها قديم، وأخرى إضافية ما زالت تحت الإنشاء، وأبرز هذه المشروعات "القدية" والبحر الأحمر و"نيوم"، ومن المنتظر أن تدعم هذه المشروعات الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 8 مليارات ريال سنوياً. وكانت المملكة من خلال رؤية 2030، نجحت في بناء منظومة متكاملة لقطاع الترفيه في البلاد، تضم وجهات ترفيهية متكاملة، منها مجمعات لدور العرض السينمائي، ومتنزهات ترفيهية، فضلاً عن توفير فرص تدعم القطاع الخاص لمواكبة تطور مشهد الترفيه في المملكة، إضافة إلى دعم خطط تنويع الموارد الاقتصادية الوطنية، وتوفير الفرص الوظيفية المثمرة، بالتزامن مع المساهمة في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. طفرات القطاع طفرات قطاع الترفيه في المملكة، ترجمها وبوضوح تام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، عندما استعان بلغة الأرقام لإظهار النمو في القطاع، مبشراً الجميع بأن المقبل سيكون أفضل، وأشار إلى أن هيئة الترفيه من خلال برامجها وخططها، حققت 4 شهادات غينيس للأرقام القياسية، وأن هناك 3 شهادات مقبلة، تعكس التقدم الذي يحرزه قطاع الترفيه الذي ولد في المملكة عملاقاً. وفي مقطع فيديو نشره آل الشيخ على حسابه في "تويتر" كشف عن أرقام حققتها هيئة الترفيه، منها تجاوز عدد الحضور لفعاليات قطاع الترفيه منذ العام 2016 (موعد إطلاق رؤية 2030) حتى العام الجاري 2020 أكثر من 45 مليون شخص. فيما بلغ عدد أيام الفعاليات في الفترة نفسها أكثر من 13 ألف يوم، وتم إعطاء الفرصة خلال هذه الفترة للشركات المحلية للعمل في هذا القطاع الواعد، وبلغ عدد الشركات المحلية 997 شركة، فيما مكّن القطاع من توفير فرص وظيفية وموسمية توظف فيها عدد أكثر من 100 ألف شاب وفتاة. ويعيد آل الشيخ على مسامع الجميع أهداف المملكة من القطاع، مؤكداً أهميته كرافد اقتصادي مهم، يساهم في تحسين جودة الحياة، ويفتح العديد من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات المملكة، بالإضافة إلى دوره في تنويع مصادر الدخل، ووضع المملكة على خارطة الترفيه العالمي، من خلال استقطاب أبرز الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتي من شأنها تحويل بوصلة الترفيه إلى المملكة وفق رؤية 2030. ولم ينسَ آل الشيخ أن يشدد على أهمية تضافر جهود مسؤولي الهيئة، والعمل على تقديم كل ما يخدم قطاع الترفيه في المملكة، والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الشركات العاملة في القطاع. إنشاء الهيئة توجه المملكة للاعتماد على قطاع الترفيه، دفعها إلى إنشاء الهيئة العامة للترفيه في مايو من العام 2016 الذي انطلقت فيه رؤية 2030، لتُعنى بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، وللهيئة أهداف عدة، تتلخص في تنويع وإثراء التجربة الترفيهية في مناطق المملكة، وتنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة، وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكل شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة، لإثراء الحياة ورسم البهجة، ولتقوم على تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه. وتقوم الهيئة أيضاً بتوفير خيارات حول المملكة من خلال إيجاد فرص ترفيهية شاملة ومتنوعة، تتماشى مع المعايير العالمية وإتاحتها في جميع أنحاء المملكة، فضلاً عن توفير خيارات تلائم كل شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين وتناسب مستويات الدخل المختلفة، وتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال توفير فرص للعائلات والأصدقاء لمشاركة أوقاتهم الممتعة، إلى جانب مساهمتها في رفع الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه. 49 دولة يضاف إلى ما سبق، أن الهيئة تسعى إلى دعم وجود المحتوى المحلي في قطاع الترفيه، من خلال العديد من الأنشطة التي تقيمها، ومن بينها إقامة منتدى صناعة الترفيه لتبني أفضل معايير الجودة العالمية في القطاع، لإيجاد تجربة ترفيهية ثرية للزوار، إلى جانب تبني أفضل الأنظمة التقنية لإدارة وتطوير القطاع، ليس هذا وحسب، فالمملكة تُصدر تأشيرات لمواطني 49 دولة لاستكشاف معالم المملكة والتعرف على ثقافتها، ويمكن للسائح التسجيل للحصول عليها عبر المنصة الإلكترونية "أونلاين"، أو باستخدام ماكينات مجهزة لاستخراج التأشيرة في دقائق، وهو ما سيعمل على تشجيع السياحة في المملكة بشكل لافت وينبئ باستمرارها في تحقيق معدلات مرتفعة في الأيام المقبلة. وفي العام 2019م، رسمت هيئة الترفيه استراتيجيتها الجديدة، وأطلق آل الشيخ في يناير من العام الماضي استراتيجيتها العامة للترفيه الجديدة، معلناً عن التوجه في أن تصبح المملكة من بين أول 4 وجهات ترفيهية في منطقة آسيا، وبين أول 10 على مستوى العالم. أرقام رسمية تشير أرقام الهيئة خلال السنوات ال 4 الماضية، إلى نمو كبير في عدد الزوار والوظائف، حيث كان عدد الحضور في العام 2016م نحو 460 ألف شخص، وبلغت الوظائف حينها 21 ألف وظيفة، وتصاعد الرقم في العام التالي 2017 وتجاوز عدد الحضور ال 7.5 ملايين، والوظائف أكثر من 24 ألف وظيفة، وتضاعف عدد الحضور لعام 2018 ليصل إلى 18.3 مليوناً، والوظائف إلى 27 ألفاً. على سبيل المثال، بلغ عدد زوار موسم الرياض في العام الماضي وحده 2019 أكثر من 41 مليون زائر، من داخل المملكة وخارجها، وبلغت الوظائف الدائمة والمستمرة 100 ألف وظيفة. ونجحت المملكة خلال العام نفسه في تغيير ملامح صناعة السياحة والترفيه بين المواطنين، وإعطاء مفهوم آخر لثقافة الترويح والسياحة في السعودية من خلال الإنفاق في دور السينما والحفلات والمسارح المحلية والمتنزهات الجديدة، بدلاً من إنفاقها خارج البلاد، إضافة إلى الترويج للسياحة داخل المملكة، مما انعكس بدوره على فلسفة الاستمتاع بالحياة وفتح أوجه جديدة لإنفاق الأفراد. وارتفع إجمالي إنفاق السياحة الوافدة للمملكة بنسبة 12 في المئة إلى 77.3 مليار ريال خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2019، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بيد أن اهتمام المملكة بالجانب الثقافي والترفيهي يتجلى أيضًا في إعلانها السعي لإنشاء مشروع مدينة "القدية" الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم، الذي يستهدف توفير نحو 30 مليار دولار ينفقها المواطنون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد. حلول التمويل واستكمالاً للمشهد، لم تغفل هيئة الترفيه إيجاد حلول تمويلية متنوعة للشركات العاملة في القطاع، ووفرت ثلاثة منتجات لدعم الشركات العاملة في مجال الترفيه، وهي: تمويل الرواتب، وهو برنامج مصمم لدعم المنشآت لتمويل رواتب موظفيها، وبرنامج تمويل نقاط البيع، وهو برنامج مصمم ليتناسب مع احتياجات المنشآت، ويعطي تدفق رأس المال الخاص بالمنتج فرصة لنمو مشروعه أو انتهاز فرص العمل المفاجئة، وفقًا للهيئة العامة للترفيه. وأعلنت الهيئة عن إنشاء بوابة الترفيه لتقديم تراخيص الأنشطة والخدمات التابعة لها، بهدف تطوير وتنظيم قطاع الترفيه ودعم بنيته التحتية، بالتعاون مع مختلف الجهات، وتعمل البوابة على تسهيل الأعمال للراغبين في تقديم الخدمات الترفيهية على اختلاف أنواعها، كما يمكن من خلالها الاطلاع على الاشتراطات والضوابط اللازمة للعمل في القطاع. على جانب آخر، كشفت الهيئة عن خطوات استصدار تصاريح العروض الترفيهية في المملكة، موضحة أنه يتم تقديم طلب استصدار تصريح إقامة العرض الترفيهي عبر التسجيل من خلال بوابة الترفيه. جودة الحياة ويواصل الترفيه في المملكة انتعاشه بافتتاح 5 دور سينما جديدة، منها ثلاثة دور في مدن لم تفتح فيها صالات سينما من قبل، وهي حفر الباطن، والجبيل، ومحافظة الأحساء، إضافة إلى صالتي سينما في مدينة الرياض. تأتي إعادة افتتاح دور السينما في المملكة ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تعمل على تنفيذها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع من خلال التعاون مع القطاع الخاص. من احتفالات اليوم الوطني التي أقامتها هيئة الترفيه في مدن المملكة مشروعات ترفيه عالمية في الرياض ارتفاع مستوى الرضا للمواطنين نتيجة تنوع برامج الترفيه بلغ عدد زوار موسم الرياض في العام الماضي أكثر من 41 مليون زائر