بدأت صناعة البتروكيميائيات في دول الخليج العربي بزعامة المملكة تشكل المورد الثاني الرئيس للدخل الوطني بعد النفط وتشكل هذه الصناعة ثاني أكبر قطاع تصنيع في المنطقة، بطاقة إنتاجية بحوالي 170 مليون طن متري سنوياً من منتجات البتروكيميائيات والكيميائيات بينما تصل إيراداته إلى أكثر من 318 مليار ريال (84,7 مليار دولار)، فضلاً عن استيعابه لأكثر من 166 ألف موظف في مختلف التخصصات، فيما تنتج منتجات تزيد قيمتها على 400 مليار ريال (108 مليارات دولار) سنوياً. وفي خضم تنافسية الصناعية الكيميائية الخليجية على المستوى العالمي، يبحث الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات "جيبكا"، أمور "القيادة في الواقع الجديد وسبل تحفيز النمو المستدام في الصناعة الكيميائية" وذلك بعقد دورة جديدة خاصة واستثنائية من منتدى جيبكا السنوي ال15 الذي يجمع قادة الصناعة خلال الفترة 10-11 فبراير 2021 في مدينة جميرا دبي. ويتضمن المنتدى جلسات عمل يشارك فيها رؤساء تنفيذيون لشركات رائدة في قطاع الكيميائيات إقليمياً وعالمياً، ومن المتوقع أن يشارك في الدورة الاستثنائية كبار التنفيذيين وصناع القرار من دول المجلس ومن أكثر من 50 دولة حول العالم. في وقت وظروف اقتصادية عالمية منتكسة بجائحة كورونا التي عصفت بأسعار المنتجات البتروكيميائية إلى أقل من نصف سعرها قبل الأزمة لعديد المواد مسببة تآكل الهوامش وانخفاض الطلب خلال الربعين الأولين من العام 2020. إلا أن الربع الثالث قد شهد بداية انتعاش الصناعة وتعافيها. وعلى الرغم من أن الأرباح كانت سلبية، غير أن الربع الثالث أغلق أداءه بنمو في صافي الإيرادات لغالبية منتجي الكيميائيات في دول المجلس الخليجي المدرجين، مسجلاً متوسط نمو بلغ 78 %، ومع خروج الصناعة الكيميائية من التأثيرات السلبية وأزمة جائحة كورونا، سيتطلب من القطاع والشركات المزيد من التركيز على القيادة كإحدى أهم الركائز في رحلة الشركات نحو تحقيق النمو خلال العام 2021 وما بعده، وسيوفر المنتدى في دورته الاستثنائية مع بداية العام القادم الفرصة للخبراء لعرض وجهات نظر جديدة ومناقشة أفضل الحلول والممارسات وسيتناولون أيضاً مجموعة من القضايا الرئيسة التي لا تزال تتصدر أولويات قادة الصناعة اليوم بما فيها الاستفادة القصوى من الوسائل التكنولوجية بعد الأزمة، وكيفية خلق القيمة في المشهد المتغير، إلى جانب الحاجة الماسة إلى صقل مهارات وتمكين القوى العاملة والتأسيس لسلسة توريد أكثر مرونة وتحقيق نتائج إيجابية مستدامة. ويلفت منتدى جيبكا السنوي أنظار ساسة الصناعة منذ عقد ونصف من الزمن بعد أن أثبت قدرته وكفاءته في توفير المنصة المثالية لمشاركة الرؤى والبرامج المهمة للصناعة من خلال مجموعة بارزة من المتحدثين الذي يأتون من مختلف أنحاء العالم. ومن بين أبرز المشاركين في هذه الدورة كل من يوسف البنيان الرئيس التنفيذي لشركة سابك، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات (جيبكا)، وإلهام قدري، الرئيس التنفيذي ورئيس اللجنة التنفيذية، لشركة سولفاي البلجيكية، ود. ماركوس شتايلمان، الرئيس التنفيذي لشركة كوفيسترو الألمانية، ودومينيك ووجراي، المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي، وأحمد بن صالح الجهضمي، الرئيس التنفيذي للمصافي والكيميائيات في أوكيو، ود. فيصل الفقير، الرئيس التنفيذي لشركة صدارة للكيميائيات. إضافة إلى مشاركة م. مساعد العوهلي، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية معادن، ود. أحمد علي عتيقة، الرئيس التنفيذي للشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب)، وريان فايز، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للبنك السعودي الفرنسي. وفي إطار تعليقه على انعقاد هذه الدورة الاستثنائية، أشار د. عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات "جيبكا" إلى أن جائحة كوفيد- 19 قد وضعت تحديات ضخمة أمام الصناعة الكيميائية في جميع أنحاء العام وأعادت تحديد الأولويات واستراتيجيات العمل وغيرت مقاييس ومعايير النجاح أمام الشركات. وأثار السعدون مجموعة من الأسئلة حول كيفية تمكن شركات القطاع من الحفاظ على قدراتها التنافسية في العام القادم وما بعده وكيف يمكن لمنتجي الخليج العربي أن يظلوا في ريادة الابتكار والسوق العالمية؟ وما العوامل الأساسية لتحقيق الاستدامة والتحول الرقمي، وتنمية القوى العاملة وخلق القيمة للمساهمين على المدى الطويل؟ مؤكداً في الوقت نفسه ظروف انعقاد المنتدى في هذا الوقت الاستثنائي لتوفير النقاش والإجابة عن هذه الأسئلة المهمة بالنسبة للقطاع إلى جانب مشاركة الدروس المستقاة من المنطقة والعالم، حيث سيجتمع الخبراء وقادة القطاع لمناقشة الواقع الجديد والحديث عن حقبة ما بعد الجائحة لبناء مستقبل أكثر مرونة للصناعة والمجتمع والكوكب بكامله. د. عبدالوهاب السعدون يوسف البنيان