حضر المشرف السابق على كرة القدم بنادي النصر والعضو الذهبي عبدالرحمن الحلافي إلى النصر بهدوء ورحل أيضا بهدوء تاركا خلفه عملا إداريا كبيرا وخارقا ليس بالضرورة أن تعبر عنه النتائج ويجني ثماره النادي خلال فترة قصيرة إذ في كرة القدم يحتاج البناء إلى فترة ليست بقصيرة ومع هذا كله في وجهة نظري المتواضعة أبو سلمان أتعب من بعده ولن يستطيع أحد أن يقوم بأدواره ويحل محله ويملأ الفراغ الذي تركه مهما كانت الأحوال، هو في الحقيقة مجموعة رجال عاشقين ومخلصين للنصر في شخص رجل واحد عانى الكثير من المتاعب، وضحى بصحته ووقته وعائلته وأعماله الخاصة، وسهر الليل وهاتفه المحمول على اتصال دائم وغير مغلق ولا يرتاح وينام كما يفعل الناس كان بالفعل حالة خاصة وطوارئ لكل منتسبي النادي، هذا يتصل لوجود مشكلة معه في المطار، وآخر في المستشفى، وثالث في جهة عمله أو مسكنه، ورابع لمساعدة قريبة في وظيفة، أو أزمة مالية طارئة، وحالات وحالات لا يتسع المجال لذكرها هو اختار أن يكون كبش فداء، وضحى بنفسه من داخل منظومة عمل إدارية وفنية وشرفية مسؤولة جميعها عن إخفاقات الفريق، وهو أيضا لا يمثل الفريق داخل الملعب ليسجل هدفا أو يصد كرات الفريق الخصم، وهو ليس مسؤولا عن هبوط مستوى بعض اللاعبين وغياب روحهم وزيادة أوزانهم، وللأسف هناك من هاجمه من أعضاء شرف ومشجعين وإعلاميين، وهؤلاء يقبعون في منازلهم أو استراحاتهم أو مخيماتهم وليتهم يجربون العمل ويقدمون ربع ما قدمه رجل رحل ولن يعود مرة أخرى، وسيعض النصراويون على رحيله أصابع الندم وهو يردد (سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) ونعم سيفتقد الحلافي كثيرا وستثبت الأيام إن شاء الله أنه ليس السبب فيما حدث للنصر، وأنه إداري نادر واستثنائي ولن يتكرر، وخلفه الذي سيحل محله مهما كان اسمه مع كامل الاحترام والتقدير لن يكون لمنتسبي النادي إداريين ولاعبين في مختلف الفئات هو الإنسان عبدالرحمن الحلافي الذي فتح قلبه ومنزله واستراحته للجميع والآن وداعا كل شيء أغلق وانتهى.