ارتكزت اغلب مطالب المشاركين في ورشة عمل (التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في المكتبات ومراكز المعلومات) التي نظمتها جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، -عن بعد-، بالتزامن مع اليوم العالمي للإعاقة، بضرورة دمج الأشخاص ذوي الاعاقة في المجتمع، مطالبين بتوفير أماكن مخصصة لذوي الإعاقة في المكتبات ومراكز المعلومات بالمملكة تمكنهم من الحصول على المعلومات بيسر وسهولة، وأجمع المشاركون بضرورة تجهيز الأشخاص ذوي الاعاقة ومنها السمعية وتمكينهم وتدريبهم وتمهيرهم من خلال تطبيق وتفعيل لغة الإشارة مع أمناء المكتبات وأخصائي المعلومات، بهدف تكافئ الفرص وتسهيل المعوقات التي تواجههم. وقال رئيس الجمعية د. إبراهيم بن محمد متنمبك، إن العاملين في المكتبات مسؤولون بدرجة كبيرة على أن يجعلوا الأشخاص من ذوي الإعاقة يتجاوزون العوائق، وأن يشعروا أنّهم مرحّبٌ بهم في المكتبات، لكي يحضروا مستقبلاً للبحث عما يحتاجون إليه. وبالتالي يمكن مساعدة العاملين في المكتبات عبر كيفية خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة مع التركيز على الإعاقة السمعية، وتطوير مهاراتهم وزيادة حصيلتهم المعرفية وإعادة تأهيلهم، من خلال تقديم خدمات معلومات متقدمة لهم؛ ليتمكنوا من التواصل بمعناه الواسع بين هذه الفئات وبين العالم الخارجي والمعلومات المتاحة. وأكد رئيس جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، أن هذه الورشة سيتبعها العديد من الورش لكيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة، بهدف رفع درجات التعامل معهم داخل المكتبات ومراكز المعلومات بالمملكة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التقنيات الحديثة أدت دوراً مهمّاً في تفعيل التواصُل مع الأفراد ذوي الإعاقة السمعية، وخاصةً على صعيد تطوير مهارات التواصل الإلكتروني، من خلال استخدام الحاسب وبرمجياته ويعتمد المستخدم الأصمّ عادةً على طريقة التخاطب بواسطة لغة الإشارة. وأشار أن جمعية المكتبات والمعلومات السعودية تسعى إلى مساعدة العاملين في المكتبات إلى تقديم خدمات من شأنها أن تدعم ذوي الإعاقة، وتساعدهم على تجاوز العوائق، وأن يشعروا بسهولة التواصل مع المتخصصين في المكتبات، وتشجيعهم لزيارة المكتبات ومراكز المعلومات والاستفادة من الخدمات التي تُقدمها، وكذلك تأكد الجمعية على دورها في تقديم مبادرات نوعية تلمُّس فيها احتياجات هذه الفئة العزيزة من ذوي الإعاقة، والمسؤولين عن تقديم الخدمات لهم في المكتبات ومراكز المعلومات. وتناول محمد الهلال، متخصص في المكتبات والمعلومات بجامعة الملك سعود، مقدمة عامة تناول فيها دور المكتبات في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم خدمات المعلومات لهم بما يتناسب معهم، مع توضيح فن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، مطالباً برفع درجة الوعي بهدف جعل المكتبة ومراكز المعلومات في متناول الجميع، مشددا في الوقت نفسه على توفير أماكن مخصصة للأشخاص ذوي الاعاقة في المكتبات ومراكز المعلومات وتجهيز موظفين يستطيعون التعامل مع الأشخاص ذوي الاعاقة حتى نمكنهم من الحصول على المعلومة بيسر وسهولة بكافة اشكالها وأنواعها. وقدم الهلال، بعض النصائح خلال الورشة وناقشها مع أمناء المكتبات وأخصائي المعلومات ومنها: لمس كتف الأصم أو الوقوف أمامه، ركز واجعل نظرك عليه لا على المترجم، حافظ على التواصل البصري فتعابير الوجهة قابلة للقراءة، فعل الطابعة الهاتفية، جهز أدلة مطبوعة او الكترونية تسهل عملية التعريف بالخدمات. بالمقابل تطرق خلوفه الشهري، مدير عام نادي الصم بالرياض، ومتخصص في تربية وتعليم الأفراد الصم وضعاف السمع، إلى لغة الإشارة في مجال المكتبات ومراكز المعلومات، ومفهوم الصمم والصم من وجهه النظر الطبية والثقافية، وأهم الإشارات الشائعة في لغة الإشارة السعودية، ومن هم الصم وما هي السمات الثقافية لمجتمع الصم، وطرق التواصل السليمة مع الأشخاص الصم وضعاف السمع، وأهم المصطلحات في المكتبات بلغة الإشارة. وطالب بضرورة زيادة دورات لغة الإشارة لموظفي المكتبات ومراكز المعلومات، وزيادة الأقسام المتخصصة بلغة الإشارة، وكذلك زيادة موظفين متمكنين من لغة الإشارة في جميع أقسام المكتبة من الرجال والنساء، وتفعيل مشروع الوصول الشامل للأشخاص ذوي الاعاقة في المكتبات ومراكز المعلومات من خلال تدريب الموظفين وحراس الأمن على لغة الإشارة، وزيادة اللوحات الإرشادية المضاءة خاصة للصم للتواصل معهم. حيث ذكر في هذا السياق أنه وفي حالة الحوادث أو الحرائق لاسمح الله الصم لا يدركون ما يدور من حولهم، مطالبا أيضا ضرورة وجود شاشات تعليمية بلغة الإشارة للرواد من الأشخاص ذوي الاعاقة من الصم، مشددا على تدريب الطلاب في المدارس على لغة الإشارة أو اساسيات لغة الإشارة، لاسيما وأنها خدمة إنسانية من المجتمع السامع في ظل غياب التعاون مع أندية الصم من العديد من الجهات.