تتعرض البيئة في المملكة العربية السعودية لتعديات بسبب عوامل عدة أهمها: الممارسات السلبية للإنسان التي أخلت بالتوازن البيئي وأدت إلى نتائج سلبية، مثل: التصحر، وانحسار الغطاء النباتي، وانقراض فصائل حيوانية كاملة، إضافة إلى التلوث، وانخفاض منسوب المياه الجوفية، إلى غير ذلك من الآثار السلبية. وتشير دراسات حديثة إلى أن البيئة في المملكة تفقد أكثر من 12 مليون طائر كل عام بسبب الصيد الجائر، ويتم استنزاف 120 ألف هكتار من الأشجار سنوياً بسبب الاحتطاب، إضافة إلى الاستهلاك الجائر للمياه رغم أن 79 في المئة من المياه المستهلكة مياه جوفية غير متجددة، كما تدهور 70 في المئة من المراعي بسبب الرعي الجائر، إضافة إلى تزايد انبعاث الملوثات وضعف نسب تدوير النفايات، ولأن الحفاظ على البيئة واستدامتها أحد عناصر رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحّي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة، وجه المقام السامي الكريم بتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي التابعة لوزارة الداخلية، والتي تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية (البيئية والأمنية) لإنفاذ الأنظمة البيئية في المملكة العربية السعودية والحد من الضغوط والتعديات التي تتعرض لها البيئة. مهام شاملة تقوم القوات الخاصة للأمن البيئي بمهام ومسؤوليات شاملة تمكنها من إنفاذ الأنظمة البيئية وتغطي المناطق المهمة بيئياً في شتى أنحاء المملكة، على ثلاث مراحل: التأسيس، والانتشار الأولي، والانتشار النهائي. وتشمل مهام القوات المراقبة والتحري الأمني البيئي: القبض والإيقاف للمخالفين البيئيين، وضبط وتحرير المخالفات البيئية، وإحالة المخالفين البيئيين للجهات المختصة، والمساندة والدعم الأمني. كما تتضمن المهام: تلقي الشكاوى فيم يخص البيئة ومتابعتها، والمشاركة في حالات الطوارئ البيئية، والمشاركة في التوعية البيئية بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتساهم القوات في إعداد السياسات والاستراتيجيات والخطط المتعلقة بمجال الإنفاذ البيئي بالتنسيق مع الجهات المعنية. المراقبة والتوثيق تنفذ القوات الخاصة للأمن البيئي أعمال مراقبة أمنية بيئية للمناطق الحضرية والضواحي والطرق والمناطق المهمة للتنوع الأحيائي (خارج المناطق الحدودية والصناعية) بهدف حمايتها، كما تقدم الدعم والمساندة في ضبط المخالفات البيئية، ومساندة الجهات المعنية في عمليات التفتيش والاستقصاء والبحث والتحري البيئي وجمع الأدلة، وإيقاف المنشآت والمشروعات والأنشطة المخالفة. وتوثق القوات البيانات والإحصاءات الخاصة بالمخالفات البيئية ومشاركتها مع الجهات البيئية المعنية، كما تشارك في تطوير وتنفيذ حلول تقنية تساهم في الارتقاء بكفاءة وفاعلية الإنفاذ البيئي في المملكة. أولويات الإنفاذ تركز أولويات الإنفاذ البيئي للقوات الخاصة للأمن البيئي على حماية المناطق المحمية البرية ومكافحة الصيد الجائر، وضبط مخالفات الإضرار بالنباتات بالقطع ومنع نقل أو بيع أو تخزين الحطب، ومكافحة تلوث المتنزهات برمي المخلفات والنفايات. مجلس تنسيقي مجلس تنسيقي وشراكات استراتيجية لضمان تحقيق أعلى درجات التنسيق والتعاون لإنفاذ الأنظمة البيئية، تعمل القوات الخاصة للأمن البيئي مع عديد من الجهات (الأمنية والبيئية) من خلال مجلس تنسيقي برئاسة وزارة الداخلية، ويضم عدداً من الأجهزة الأمنية والبيئية لمواءمة وتنسيق الجهود والأعمال بين تلك الجهات، وتبني القوات شراكاتها الاستراتيجية مع عديد من الجهات المحلية والعالمية لنقل أفضل الممارسات البيئية بهدف تنمية قدرات الإنفاذ البيئي في المملكة ونقل المعرفة في هذا المجال، والمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع، وتسعى القوات الخاصة للأمن البيئي للتواصل مع جميع الجهات ذات العلاقة بالبيئة من جهات حكومية وجمعيات وفرق تطوعية وأفراد ناشطين في مجال البيئة لتكريس الجهود وتبادل الخبرات في كل ما من شأنه الحفاظ على البيئة وتحقيق استدامتها. خطة انتشار تهدف خطة الانتشار للقوات الخاصة للأمن البيئي إلى تغطية المناطق المهمة بيئياً في المملكة كافة من محميات ملكية، وغابات، ومراعٍ، ومتنزهات، ومناطق ساحلية، ومناطق مهمة للطيور، والمناطق الحضرية، والضواحي، وكذلك المناطق الصناعية، وموارد المياه، والطرق والمناطق المحاطة بها، والمناطق البرية الحدودية، والمناطق البحرية، لتشمل نطاقاً جغرافياً تقارب مساحته 800 ألف كم مربع على مستوى المملكة، من خلال مركز رئيس يقع في مدينة الرياض تتبع له 6 قيادات في المناطق، تضم 21 مركزاً ميدانياً في مناطق ومحافظات المملكة، كما سيتم العمل على إحداث مراكز ميدانية إضافية في المواقع المهمة بيئياً في المحافظات لتتم تغطية المناطق البيئية في المملكة كافة. وتتوزع القوات جغرافياً ضمن مراحل على مدى أربعة أعوام متتالية، حيث تبدأ الانتشار في المحميات الملكية، وهي: محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد، محمية الملك عبدالعزيز، محمية الملك خالد، محمية الملك سلمان، محمية الأمير محمد بن سلمان، محمية الإمام تركي بن عبدالله، محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز خلال العام 2020م، يتبعها مرحلة الانتشار الميداني النهائي وتغطية المجالات البيئية في المملكة كافة. مناطق تنوّع أحيائي باشرت القوات الخاصة للأمن البيئي مهامها حتى الآن في ست محميات ملكية تضم عدداً من المحميات الطبيعية، وهذه المحميات هي:محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد، محمية الملك عبدالعزيز، محمية الملك خالد، محمية الملك سلمان، محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، كما انتشرت القوات في محمية شرعان في محافظة العلا وفي منتزه السودة، وتعمل القوات الخاصة للأمن البيئي على إكمال الانتشار في محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز الملكية، وتساهم المحميات في إثراء البيئة والمحافظة على الحياة الفطرية وتكاثرها وإنمائها وتحقيق التوازن البيئي لأنها تتميز بتنوع جغرافي وتداخل البيئات وتنوع في التضاريس تجمع الأودية والمناطق السهلية التي تغطيها النباتات والأشجار وتتداخل مع مناطق النفود الصحراوي والرمال ومناطق الحرات والصّخور الرّسوبيّة الرمليّة والجيريّة والهضاب والجبال البركانيّة ما يشكل قاعدة مهمة جداً لإثراء التنوع الأحيائي وتميزه في هذه المناطق. أرقام وإحصائيات ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي 187 مخالفة رعي، و167 مخالفة صيد بدون ترخيص، و39 مخالفة نقل وبيع حطب محلي، و107 مخالفة إشعال نار دون أخذ الاحتياطات اللازمة، إضافة إلى عدد من المخالفات التي تتضمن الإضرار بالأشجار والنباتات، والبحث عن الآثار والمعادن، ونقل وتجريف التربة، ورمي مخلفات ودخول المحميات. فعاليات عالمية انطلاقاً من دورها في رفع الوعي البيئي، تشارك القوات الخاصة للأمن البيئي بأنشطة توعوية في المناسبات والفعاليات البيئية المحلية والعالمية مثل أسبوع البيئة، واليوم العالمي للبيئة، واليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، واليوم العالمي للطيور المهاجرة. قوات الأمن البيئي تتابع المخالفين بيع ونقل الحطب المحلي مخالفة صريحة