الدرعيّة.. أحد معالم المملكة العربية السعودية التراثية وأيقونة التاريخ السعودي، وتقع على ضفاف وادي حنيفة، وتمتاز بطرازها المعماري الأثري من البيوت الطينية التقليدية التي خلدها التاريخ كأحد أهم أماكن الثقافة، كما تعد مهد الدولة السعودية الأولى وكانت ملتقى قوافل الحجاج والتجار، ورمزاً من رموز تراث الوطن المعترف به عالمياً حيث تم تسجيله بمنظمة اليونسكو العام 2010م. وذكر تقرير وكالة الأنباء السعودية "يزخر تاريخ الدرعية بملاحم بطولية، وماضٍ تليد ضارب بجذوره في عمق التاريخ، ومهدا انطلقت منه الدولة السعودية، والضياء الذي شاع وعمّ إشراقه ليغطي شبه الجزيرة العربية". وتمثّل الدرعية منارة للإرث المستمر للأسرة المالكة، ورمزاً للوحدة التي يعيشها السعوديون، إلى جانب دورها التاريخي في تأسيس الاستقرار وجلب الازدهار بمشاركة أبناء البلاد في مختلف أنحائها، فقد نشأت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة العام 850ه / 1446م، حينما قدم مانع المريدي جد الأسرة الحاكمة إلى المنطقة، واضعًا اللبنة الأولى لتأسيس الدولة، لتصبح هذه المدينة نقطة عبور مهمة لقوافل الحج والتجارة، ومركزا مهمًا للاستقرار، وفي تلك الفترة لم تكن الأحوال السياسية جيدة في شبه الجزيرة العربية، فقد كانت تعاني الإهمال والتفكك والتناحر وانتشار الجهل والأمية. وفي العام 1157ه/ 1744م، تولّى إمارة الدرعية الإمام محمد بن سعود الذي كان يملك حسًا إداريًا جيدًا، ونظرة مستقبلية، فعمل على البدء بالتغيير، معلنًا قيام الدولة السعودية الأولى، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية بأسرها، حيث وضع لبنة الوحدة العظيمة التي وحدت معظم أجزائها، تلك الوحدة التي لم تعرفها شبه الجزيرة العربية بل العرب جميعهم منذ قرون طويلة، وأضحت هذه الوحدة مصدر فخر واعتزاز لكل العرب والمسلمين، ونتيجة لهذه الوحدة فقد أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي". ومن أبرز معالمها حي الطريف.. وبه قصور، ومتاحف، ومعارض، ومساجد، ومساحات للتجمعات العامة، ويعد من أبرز الأماكن ذات الأهمية التاريخية والثقافية والذي تم بناؤه في العام 1744م، وبه سور عظيم يحيط بالحي كاملاً وتقام عليه مجموعة من أبرامج المراقبة، ومن خلال حي الطريف يتم تعريف الجيل الجديد على المخزون التراثي والثقافي ويشاهدوا أبرز الأماكن التاريخية المملكة، وقد دخل قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو رسمياً بعد موافقة لجنة التراث العالمي في 29 /7/ 2020م على هامش الاجتماع المنعقد في مدينة برازيليا في البرازيل، وبذلك أصبح الموقع واحداً من خمسة مواقع سعودية مدرجة بقائمة التراث العالمي. قصر سلوى.. وهو أكبر مبنى في حي الطريف، إذ يمتد على مساحة 10000 متر مربع، ويعود تاريخه إلى أوائل القرن الثامن عشر، وله أهمية تاريخية كبيرة، لأنه كان قصراً لأئمة الدولة السعودية الأولى. حي البجيري.. يعد مركزاً لنشر العلم والمعرفة والثقافة خلال فترة ازدهار الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى. وإحدى أهم الوجهات السياحية المفتوحة في المنطقة، وبه منزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويستعرض شواهد التراث السعودي وكنوزه الأثرية. مسجد الإمام محمد بن سعود.. يجاور قصر سلوى وهو أكبر مسجدٍ في الجزيرة العربية، وقد تم تشييده ليرمز لقوة ووحدة الدولة السعودية الأولى. الأبراج التاريخية.. منها أبراج المغيصيبي، وأبراج القميرية، ومسجد الظهيرة، وبرج فيصل، وسور قليقل، وقصر الأمير سعد بن سعود، وبرج شديد اللوح. والدرعية لها ذاكرة بالدولة السعودية الأولى، حيث كانت عاصمة لها، وليس ذلك فحسب بل تعود إلى العصور الجاهلية قبل مجيء الإسلام. ولا تزال رمزاً وطنياً ومكاناً باقياً في قلوبنا وعقولنا مهما طال الزمن. الدرعية الأبراج