أصدرت شركة كي بي إم جي المتخصصة بالمراجعة والضرائب والاستشارات تقريرها السنوي "رؤى الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية 2020م نسخة خاصة خلال أزمة كورونا" والذي أظهر التغيّر في اهتمامات وتوجهات الشركات بعد ظهور الجائحة. ووفقًا لنتائج الاستطلاع، أوضح الرؤساء التنفيذيون أنَّ أكبر التحديات الناتجة عن أزمة كورونا تتمثل في إيجاد واستقطاب المواهب والكفاءات المهنية المناسبة، والقيام بالمسؤولية المجتمعية المطلوبة، وتحقيق الهدف الرئيس للشركة وللأعمال. كما أظهر التقرير أن قادة الأعمال يتوقعون تحقيق العديد من الفوائد من التحول الرقمي، حيث يعتبر 88 % من القادة في المملكة أنَّ التطور التكنولوجي الحالي يمثل فرصًا للنمو أكثر مما يمثل تهديدًا. وأشار 98 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة إلى زيادة استثماراتهم في مجال التكنولوجيا السحابية خلال عام 2020، وكشفوا عن خطط استثمارية أكبر في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة بواسطة الروبوتات، وشبكات الجيل الخامس. وتعليقًا على نتائج التقرير، قال د. عبد الله حمد الفوزان، رئيس مجلس إدارة شركة كي بي إم جي في السعودية: "يحرص الرؤساء التنفيذيون على الإسراع بتنفيذ التغييرات التنظيمية المطلوبة لتلبية احتياجات السوق المتغيرة، وذلك في ظلّ الوضع الحالي للاقتصاد العالمي وتغير الأولويات العالمية بشكل مستمر. وتمثلت معظم التغييرات التي قامت بها المؤسسات في الإسراع بالتحول الرقمي والبحث عن الكفاءات المناسبة التي تلبي الاحتياجات العالمية الجديدة". وأضاف: "إنّ الدافع الرئيس وراء هذه التغييرات هو تأسيس منهج يساعد على تحقيق الهدف الرئيس من المنشأة، وبعد ظهور أزمة كورونا أصبح الكثير من قادة الأعمال المتأثرين بتجربتهم الشخصية مع الوباء، حريصين على تطوير أهداف منشآتهم لتتلاءم مع الاحتياجات الجديدة الحالية. وعند اتخاذ القرارات الصعبة، فإنهم يضعون هذا الهدف دائمًا في صميم قراراتهم". في الوقت نفسه، أظهر التقرير أنَّ الرؤساء التنفيذيين أصبحوا أكثر استعدادًا لقيادة المبادرات المجتمعية بشكل شخصي، حيث أكدَّ 78 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة أنهم يشعرون بالمسؤولية الشخصية تجاه المجتمع، وأنهم يطمحون لأن يصبحوا قادة التغيير في القضايا المجتمعية. كما أكدَّ 76 % منهم أنَّ المستهلكين من جيل الألفية والجيل الجديد "زد" يتوقعون من الشركات تطبيق معايير جديدة لتعزيز الاستدامة، وهو ما جاء أعلى من النسبة التي تم تسجيلها بين الرؤساء التنفيذيين على مستوى العالم والبالغة 67 %، حيث يعكس ذلك زيادة الوعي بين الشباب السعودي والمجتمع السعودي بشكل عام. وأوضح الرؤساء التنفيذيون في المملكة وعلى مستوى العالم أنهم يواجهون ضغوطًا متزايدة من أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات أكثر حسمًا بشأن ثلاث من القضايا الملحة، وهي: التغير المناخي، والمساواة بين الجنسين، واستغلال البيانات الشخصية لتحقيق مكاسب مالية. وتمثل المساواة بين الجنسين أولوية رئيسة عند الرؤساء التنفيذيين في المملكة بشكل خاص، حيث أكد نحو نصف القادة المشاركين في الاستطلاع مقارنةً بثلث القادة على مستوى العالم أنهم يواجهون ضغوطًا أكبر لتطوير أدائهم في هذا الصدد، في حين بيّن 70 % منهم أن تحقيق التنوع والتوازن بين الجنسين في القوى العاملة يتطلب جهودًا كبيرة. وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من إهمال الشركات للقضايا المتعلقة بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة، إلّا أن الاستطلاع أظهر أن الرؤساء التنفيذيين حول العالم، وخاصةً في المملكة، ما زالوا يهتمون بهذه القضايا إلى حد كبير. وقد أكد 72 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة أنهم يواجهون مطالبات متزايدة لزيادة الإفصاح والشفافية بشأن قضايا البيئة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية. وقد أظهر الاستطلاع أنَّ 63 % من قادة الأعمال حول العالم أوضحوا أنَّ أزمة الوباء أدت إلى زيادة تركيزهم على الجانب الاجتماعي من المجالات الثلاثة الرئيسة، وأنَّ 62 % منهم يركزون جهودهم الاجتماعية على المجتمعات المحلية التي يعملون بها. وفي إطار سعي الشركات لتأسيس منهج قائم على تحقيق الأهداف، أوضح الرؤساء التنفيذيون في المملكة أنَّ أهم أولوياتهم الحالية تتمثل في استقطاب الكفاءات المميزة وتقييم أداء الموظفين بصورة مناسبة، كما ذكر أغلب الرؤساء التنفيذيين 79 % أن جائحة كوفيد- 19 دفعتهم إلى إعادة تقييم أهدافهم.