الرئيس الأميركي المُنتخب بايدن (ديموقراطي) سيعود إلى اتفاقية باريس للمناخ (وهذا ليس جديداً للحزب الديموقراطي لأسباب سنذكرها هُنا). ولكن سياسات بايدن المناخية قد تؤدي إلى ارتفاع سعر البترول إلى مستويات عالية نسبياً لا تتحقق في ظل سياسات الرئيس الجمهوري ترمب الذي كان يحاول - بواسطة تغريداته - فرض سقف أعلى لسعر البترول لا يتجاوز 70 دولاراً للبرميل، كذلك بسبب تغريدات ترمب المتكررة التي كانت تستبق اجتماعات أوبك بمقاضاتها بالاحتكار إذا اتخذت أوبك قراراً بخفض الإنتاج. وبالفعل كانت تغريدات ترمب تُشكل هاجساً لأوبك وأصبحت أوبك تتحاشى ذكر السعر وتكتفي بقولها: إن اجتماعاتها تهدف إلى تحقيق ما تُسميه أوبك استقرار وتوازن السوق العالمي للبترول من أجل صالح المنتجين والمستهلكين. بعد هذه المقدمة نعود للعلاقة الحميمة التي تربط الحزب الديموقراطي باتفاقيات المناخ. المعروف أن الحزب الديموقراطي من أكبر الداعمين لاتفاقية المناخ، فلقد فاز آل غور (نائب الرئيس كلينتون ومرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة ضد بوش الابن) بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع اللجنة الحكومية لدراسة المناخ (IPCC) العام 2007 لنشاطه المناخي ودوره البارز في الأفلام التي كانت تعرض الكوارث البيئية المنسوبة لتغير المناخ من صُنع الإنسان. ثم كان أوباما (ديموقراطي) من أشد المناصرين لاتفاقية باريس للمناخ فترأس بنفسه وفد أميركا إلى مؤتمر الأطراف الواحد والعشرين (COP-21) العام 2015. وبالتالي انضمت أميركا للاتفاقية بعد أن كانت أميركا (في عهد الجمهوريين) تُعارض دائماً - ولم توقع - على بروتوكول كيوتو ولا على أي وثيقة دولية تُلزم الدول بخفض انبعاثات الكربون. الحقيقة لولا حماس أوباما (الحزب الديموقراطي) لو لم ينجح مؤتمر باريس للمناخ ولم تنضم إليها للمرة الأولى الدول المستثناة كالصين والهند. سياسة بايدن للمناخ تهدف إلى خفض انبعاث الكربون في توليد الكهرباء إلى الصفر بحلول العام 2035. وتخفيض انبعاث الكربون للصفر في أميركا بحلول العام 2050. الجدير بالذكر أن تحقيق صافي انبعاث الكربون لصفر أو ما يُسمى (Net Zero) سيناريو لا يعني عدم انبعاث الكربون إطلاقاً، لكن يعني فقط أنه سيتم امتصاص الكربون من الغلاف الجوي بمقدار انبعاث الكربون إلى الغلاف الجوي فتصبح الزيادة الصافية صفرا. هنا يأتي دور التكنولوجيا المزدوج (ناهيك عن زرع الغابات) في قُدرتها على سحب الغازات من الغلاف الجوي وكذلك في نفس الوقت قُدرتها على حجز الكربون. وفق تصريحات بايدن الانتخابية سيخصص 2 تريليون دولار خلال أربع سنوات لخفض انبعاثات الكربون عن طريق رفع كفاءة الطاقة، وتحسين المواصلات العامة والاستثمار في صناعة السيارة الكهربائية وإنشاء محطات الشحن ومنح الحوافز المالية لتحويل المستهلكين إلى السيارات النظيفة. في مقال الأسبوع المُقْبل - إن شاء الله - سنوضّح أن سياسة بايدن المناخية - بعكس ما يتوقعه مُعْظم المحللين - قد تؤدي إلى ارتفاع سعر البترول، وترشيد إنتاجه وإطالة عُمر البترول التقليدي من نوع بترول الغَوّار العظيم.