قال راديو الجيش الإسرائيلي إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زار أمس الخميس مستوطنة يهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال الوزير إنه سيزور هضبة الجولان المحتلة، في خطوة جديدة تمثل خروجا لإدارة ترمب عن سياسات الإدارات الأمريكية السابقة فيما يتعلق بالجولان. واعترفت واشنطن في 2019 بمزاعم إسرائيل عن حقها في السيادة على أجزاء من الجولان احتلتها من سورية في حرب عام 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم تعترف بها الأممالمتحدة وأغلب المجتمع الدولي. وقال بومبيو خلال زيارة للقدس "ستكون لدي فرصة اليوم لزيارة هضبة الجولان. كان أيضا قرار الرئيس ترمب (في 2019) الاعتراف بها جزءا من إسرائيل قرارا ذا أهمية تاريخية يمثل ببساطة اعترافا بالواقع". وقبل عام أعلن بومبيو أن الولاياتالمتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، وذلك في خروج آخر على أعراف السياسة الأمريكية على مدى عشرات السنين. ولم يتضح ما إذا كان قرار ترمب فيما يتعلق بالمستوطنات ستلغيه الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن. غير أنه من المتوقع أن يتبع بايدن سياسة أكثر تشددا فيما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية عموما. وأعلن بومبيو أن الولاياتالمتحدة ستصنف الصادرات الإسرائيلية من مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة على أنها إسرائيلية، في أحدث تحرك أميركي داعم للسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وقال بومبيو في بيان "سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة (...) وسم البضائع باسم +إسرائيل+ أو +منتج إسرائيلي+، أو +صنع في إسرائيل+، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة". وندد مسؤولون فلسطينيون بما تردد عن زيارة بومبيو لإحدى المستوطنات. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "زيارة بومبيو لأراض محتلة هو مشاركة فعلية في هذا الاحتلال وهي زيارة مدانة ومرفوضة". وقالت رولا معايعة وزيرة السياحة الفلسطينية إن هذه الزيارة تؤذي مشاعر كل فلسطيني وتتعارض مع القوانين الدولية كلها. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالشكر إلى بومبيو وترمب على سياستهما تجاه الشرق الأوسط. وقال بومبيو، الذي أعلن فرض عقوبات جديدة على إيران أثناء زيارته إسرائيل، إن واشنطن ستكثف أنشطتها ضد الجهود الرامية لعزل إسرائيل اقتصاديا ودبلوماسيا. وأضاف "سنعتبر حملة بي.دي.إس المناهضة لإسرائيل مناهضة للسامية". ويرفض أنصار الحملة هذا التوصيف ويقولون إنهم يعارضون كل أشكال العنصرية. ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بإعلان بومبيو نيته زيارة الجولان وقالت إنه ساوى دون وجه حق بين الدعم السلمي لمقاطعة إسرائيل ومعاداة السامية. وقال إيريك جولدستين القائم بأعمال مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بدلا من مكافحة العنصرية الممنهجة والتطرف اليميني في الولاياتالمتحدة، تقوض إدارة ترمب الكفاح المشترك في مواجهة بلاء معاداة السامية وذلك بمساواته بالدعوة السلمية للمقاطعة". على صعيد آخر أفادت وسائل الإعلام العبرية، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعمل على توسيع وتسريع البناء الاستيطاني في منطقة مطار قلنديا مستوطنة "عطروت" شمال القدس، الواقعة خارج حدود الخط الأخضر. وذكرت القناة السابعة العبرية، صباح الخميس، أن نتنياهو تحدث مع ترمب، بشأن تعزيز البناء الاستيطاني في مستوطنة "عطروت" الواقعة خارج حدود الخط الأخضر بالقدس. وبحسب القناة العبرية، يسعى نتنياهو للحصول على موافقة فورية من إدارة الرئيس ترمب، لتجديد البناء الاستيطاني في عطروت، قبل دخول الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، للبيت الأبيض. وقالت القناة السابعة، إن نتنياهو سيطلب من إدارة ترمب، السماح للحكومة الإسرائيلية، ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنة عطروت قضاء القدس. يشار إلى أن حكومة نتنياهو تسعى إلى فرض وقائع استيطانية على الأرض، قبل تولي الرئيس الأميركي الجديد جون بايدن، منصبه بشكل رسمي في 20 يناير المقبل. وكان الرئيس الأميركي المنتخب ونائبته كمالا هاريس، قد قالا خلال دعايتهما الانتخابية إنهم يتمسكان بخيار "حل الدولتين"، لحل الصراع العربي الإسرائيلي، يعارضان "الضم" والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية، مقابل إدارة ترمب التي غضت الطرف خلال السنوات الأربع الماضية، عن الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، واعتبرته شرعيا. ولفت تقرير لصحيفة "هآرتس" إلى أنه "ما أن أصبحت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية واضحة، صدرت تعليمات للمسؤولين في مكتب مهندس البلدية وقسم التخطيط الحضري في مجلس البلدية للإسراع بالموافقة على خطة البناء خارج الخط الأخضر، خوفًا من أن يكون من الصعب الموافقة عليها بعد تغيير الإدارة الأميركية". وأشارت إلى أن الخطط الكبيرة تشمل آلاف الوحدات في مستوطنات "جفعات هماتوس" و"هار حوما" و"عطروت" وأحياء أخرى.