رفع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس تهنئته لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -رعاه الله- بمناسبة الذكرى السادسة للبيعة. وابتدأ معاليه كلمته بقوله: "نحمدكَ اللهمَّ على عمِيم آلائك، ونشكركَ على جزيلِ نعمائك، ونصلِّي ونسلِّم على خاتم رسلك وأنبيائك، سيدنا محمد الذي أتمَّ اللهُ به النِّعمة، وكشفَ به الغُمَّة، وعلى آله وأصحابِه ومن اهتدى بهديه وسار على سنَّته إلى يوم الدِّين". ولفت معاليه أن البيعة التي قررتها الشَّريعة، وأوجبتها نصوص الكتاب والسُّنة، هي أصل من أصول الدِّين الحنيف، ومعلَم من معالم المِلّة، يوجب الشَّرع التزامها والوفاء بها، لأنَّها أصلٌ عقديّ وواجبٌ شرعيّ، ولُحْمة على السَّمع والطَّاعة تنصّ، وعلى الإجلال والمحبَّة تحضُّ وتخصّ، إنَّها علاقة عَقَدِيَّة تعبديَّة تقوم على ركيزة إعلاء مصالح الدِّين، ورفع صرح الشَّريعة، وتتجافى عن المصالح الذَّاتية، والمطامع الشَّخصيَّة، والحبِّ المزعوم، والمديح الكاذب، والإطراء المزيَّف، يقول الإمام النَّووي: «وتنعقد الإمامة بالبيعة»، ويقول العلاّمة الكرماني: «المبايعة على الإسلام؛ عبارة عن المعاقدة والمعاهدة عليه». وأكد معاليه أن مناسبة ذكرى البيعة السَّادسة وما لها من آثار في النُّفوس تعد صورة نموذجيَّة من إعلان الولاء لقيادة المملكة العربية السعودية؛ متمثلة في خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وإنَّ بلادنا الغالية تعيش صورة نادرة من التَّلاحم بين الشَّعب والقيادة؛ منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وعهد أبنائه البررة من بعده -رحمهم الله- وحتى هذه العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- وقد أثمرت ولا تزال تثمر حبًا وأمنًا واستقرارًا، وإشادة عمليَّة وجادة بالقرارات الإصلاحيَّة الحازمة والجازمة، والتنمويَّة المتطلعة البانية، والإداريَّة المتبصرة الواعية، والتي أصدرها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم، والتي كان من بينها مواصلة المملكة بثباتٍ قيادةً وشعبًا لنصرة قضايا الأمة في كل الاتجاهات، والتَّأكيد على تنمية المواطن وما يحتاج إليه، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وفي العالم أجمع، وتَّأكيد المملكة الدائم على محاربة الإرهاب بجميع صوره، ومحاربة كافة أشكال الفساد، مع ملاحظة ما للمملكة من ثقل عربي، وعمق إسلامي، ورسالة دينيَّة وروحيَّة؛ أَهّلَتْها لأن تكون في الصف الأول؛ حفاظًا على الحقِّ والعدل والسَّلام، مع عدم التَّدخل في شؤون الآخرين، وعدم السَّماح لأيِّ أحدٍ كان بالتَّدخل في شؤونها الداخليَّة، ومع الانفتاح والتَّسامح مع دول العالم. وأشار معاليه إلى ما شرف الله به بلادنا الغالية من خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما عماراً وزوارا وحجاجا، وما تبذله حكومة المملكة العربية السعودية من غالٍ ونفيس شاهد صدق على تمسك قيادة المملكة بثوابتها ونهجها في خدمة الإسلام، وما يشهده الحرمان الشريفان من ثورة عمرانية من توسعات ومشاريع عملاقة خير دليل على ذلك، حيث سخرت المملكة كل السبل الممكنة في التسهيل والتيسير على ضيوف الرحمن يما يوفر لهم بيئة آمنة مطمئنة ليؤدوا مناسكهم في أجواء روحانية بكل سكينة وخشوع. وأوضح معاليه أن هذه المناسبة المباركة الغالية أَتَتْنَا وقد سجلت المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الرشيدة الحكيمة؛ ريادة عالميَّة في فنِّ إدارة الأزمات، واحتواء الكوارث والملمَّات، ضاربة المُثل العليا والنَّماذج السَّامقة، في الحرص على صحة الإنسان، وسلامة الأوطان. ونوه معاليه إلى أن كل ما تحقق من إنجازات مرومة، وإجراءات مقننة أسهمت في تخفيف لأواء جائحة كورونا؛ لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى، ثمَّ التَّوجيهات المسددة من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله ورعاهما-. وأردف معاليه: إنَّها والله لمناسبة غالية وعزيزة على القلوب، نرفع فيها تهنئتنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي عهده صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- نجدد فيها الحبّ والولاء لهذه القيادة الكريمة الموفقة، ونؤكد من خلالها أن شرق البلاد وغربها على اللحمة المخلصة التي تجمع القيادة النَّبيلة بالشَّعب الوفيّ، حيث يُثمر النَّماء والازدهار واستتباب الأمن رغم ما يمر به العالم من تقلبات. وأضاف معاليه: إن كل مواطن على أرضنا الغالية فخور بما تَحَقَّقَ لبلاده بقيادة ولاة الأمر، مجدِّدين بهذه المناسبة البيعة الشَّرعية لولاة أمرنا -وفقهم الله- على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيعة شرعية مخلصة، وولاءً صادقًا على السَّمع والطَّاعة بالمعروف في العسر واليسر، والمنشط والمكره، امتثالاً لأمر الله -عزّ وجل- واستنادًا لسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وختم معاليه تصريحه سائلًا اللهَ -عزّ وجلَّ- بأنْ يديم على وطننا أمنه وأمانه، واستقراره وعزته في ظل قائده المعطاء خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره خادمًا لديننا ومقدساتنا، وأن يعيد علينا ذكرى البيعة أعوامًا مديدة وهو في أتم صحة وأحسن حال، وأن يشد أزره بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- قائد نَّهضة بلادنا، وصلَّى اللهُ على سيدِنا محمَّدٍ الأمين؛ وعلَى آلهِ وصحبهِ أجمعين؛ والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.