نخلق على هذه الحياة ضعفاء لا نستطيع فعل شيء وكل اعتمادنا على الوالدين والذين يقومون بجميع احتياجاتنا من المأكل والمشرب والملبس حتى نبلغ عمر الرشد للاعتماد على النفس ومقابلة أمور الدنيا ومتطلباتها وإثبات النفس للمجتمع كافة. نخرج من دائرة العاطفة والبراءة ونواجه بكل شراسة المجتمع والعام بالتحديد الأشخاص الذين لا يحملون من الرحمة مكانة. لكل فرد يحمل في داخله الأمنيات والأحلام وتولج بهم الأفكار لكن أعظم أفراد المجتمع يكبح الصوت الداخلي في أعماق جسده لعدم إيمانه بأفكاره وقدرات ذاته وهنا يصعب علينا إقناع أبناء المجتمع وتعليمهم الثقة بنفس (فعليك احترام نفسك). تجربة علمية كتب أحد العلماء تجربة فريدة من نوعها، حيث رأى حشرة في شرنقتها تحاول تمزق الشرنقة بكل وقتها فمد يده لمساعدتها على تمزيق الشرنقة، فما كان منها إلا أن ماتت عندما خرجت منها وكأن حركات أيديها وأرجلها لتمزق الشرنقة هي القوة التي تحتاجها لتبدأ حياتها بقوة على هذه الحياة ولئن ماتت هذه الحشرة بسبب مد يد العون لها في عملِ، من المفترض أن تقوم هي به، هذي التجربة كفيلة أن تبين لنا عظمة الاعتماد على الذات وعلى مجتمعنا أن يدركوا أهمية الاعتماد والثقة التامة في قدراتنا وعلى كل فرد أن يكون له مساحة كبيرة منذ السنين الأولى من حياته للاعتماد على النفس في كل شيء، مع شيء من المراقبة الظاهرة والمتابعة والنصح والإرشاد ليقوى عودهم. (ما حك جلدك مثل ظفرك) إنه من أفضل الأمثلة العربية على الإطلاق، لأنه أحد الأسس البارزة للنجاح في هذه الحياة الوعرة. ويعني: أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بعملك مثلما تريد إلا نفسك. عزة وكرامة إن الذين لا يعتمدون على أنفسهم يتعرضون للمذلة والإهانة، وهذا يرفض طلبهم، وهذا يستهزئ بقدراتهم، وهذا يسلب منهم المال، وهذا يطردهم بينما بالإمكان أن يصونوا أنفسهم من كل ما تعرضوا له هذا الكم من المذلة والإهانة وناتج عن هذا هروب الفرد لتخفيف الضغوطات النفس بالمخدرات والكحول في التخفيف من الضغوط الدنيا. فلله الحكمة في خلق كل شيء فكل فرد على الأرض يرزق له حكمة من وجوده ومن إنجازات وعمل وحرث على الأرض للأرزاق وتعلم البصر والحمد والثناء على الله في جميع الأحوال فإنما الابتلاء كفارةً للذنوب وإنما الصبر درس ومدرسة فعلينا تعلم بحُلم وتأني وفهم الحياة.