قال زعيم القوات المحلية في منطقة تيغراي الإثيوبية أمس الأحد: إن قواته أطلقت صواريخ على مطار العاصمة الإريترية أسمرة مساء السبت، مؤكداً بذلك تقارير دبلوماسيين عن تصعيد كبير في الصراع المستمر منذ 12 يوماً في إثيوبيا. وكتب دبرصيون جبراميكائيل رئيس إقليم تيغراي في رسالة نصية إلى رويترز: "القتال لا يزال مستمرًا على عدة جبهات". وبعد فترة وجيزة من الهجوم، تحدث خمسة دبلوماسيين إقليميين لرويترز عن إطلاق ثلاثة صواريخ على الأقل من إثيوبيا على العاصمة الإريترية مساء السبت، وقال ثلاثة من الدبلوماسيين: إن اثنين على الأقل من تلك الصواريخ سقطا على مطار أسمرة. كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد بدأ هجوماً عسكرياً في منطقة تيغراي الشمالية المضطربة يوم الرابع من نوفمبر، بعدما اتهم قوات تيغراي بمهاجمة قوات اتحادية متمركزة في الإقليم الشمالي الذي يقع على الحدود مع إريتريا والسودان. وتقول حكومته: إن الجيش الإثيوبي يشن ضربات جوية في محاولة لتدمير عتاد يشمل مخازن أسلحة يسيطر عليها المتمردون. وقال دبرصيون في رسالة نصية أيضاً: إن قواته قاتلت "16 فرقة" من فرق الجيش الإريتري "على عدة جبهات" خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يقدم تقديراً حول حجم القوات التي يعتقد أن إريتريا أرسلتها. ونفت حكومة إريتريا تدخلها في الصراع، ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في أسمرة بعد تلك الضربات. واستمرت حرب مدمرة بين إريتريا وإثيوبيا من عام 1998 إلى عام 2000. ووقع البلدان اتفاق سلام قبل عامين، إلا أن حكومة الرئيس الإريتري إسياس أفورقي لا تزال معادية لقيادة تيغراي بعد دورها في تلك الحرب. ويتهم آبي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تدير الإقليم الجبلي الذي يقطنه أكثر من خمسة ملايين، بالخيانة والإرهاب ويقول: إن حملته العسكرية ستستعيد النظام. ومنذ بداية الحرب عبر حوالي 24 ألف شخص من اللاجئين الإثيوبيين الحدود إلى ولايتي القضارف وكسلا شرقي السودان فراراً من إقليم التيغراي حيث يواجه أغلب هؤلاء أوضاعاً بائسة. ويعاني الفارون من الجوع والعطش والإرهاق الحاد بعد أن اضطروا للسير على الأقدام مسافات طويلة بغية الهرب من منطقة القتال الضاري شمالي إثيوبيا. وأوضح مساعد ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالسودان يان هينس مان أن الأولوية القصوى حالياً هي توفير المأوى والمأكل والمشرب لهؤلاء وترحيلهم لمناطق آمنة وبعيدة من الحدود. وقال: إن المفوضية تعكف على إنشاء معسكرات تتوفر فيها كافة مقومات الحياة. وناشد هينس المنظمات والجهات الداعمة للاستمرار في تقديم الدعم للاجئين والاستجابة لمتطلبات الأعداد المتوقعة، ممتدحاً في ذات الوقت الخطوات التي قام بها مجتمع المنطقة وعدد من الجهات للتصدي لاحتياجات اللاجئين في المرحلة الأولى. وشكا عدد من اللاجئين الإثيوبيين بمعسكر الاستقبال بمنطقة حمداييت من تردي ونقص مستوى الخدمات المقدمة لهم وافتقاد المعسكر لأدنى متطلبات الاستقبال خاصة المياه والغذاء والإيواء.