أنقذ فريق طبي بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان طفلة رضيعة لم يتجاوز عمرها أسبوعين في حالة حرجة تعاني الشلل التام واحتمالية الموت المحقق (لا قدر الله)، نتيجة وجود تشوه خلقي نادر منذ ولادتها عبارة عن فتحة كبيرة أسفل الظهر يتضح مع خلالها عظام العمود الفقري والنخاع الشوكي والأعصاب، الأمر الذي تسبب لها في حدوث شلل بالأطراف السفلية لعدم انتظام وظيفة النخاع الشوكي. ذكر ذلك الدكتور مارون أبو ناضر استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، والذي أضاف بأنه فور وصول الطفلة للمستشفى تم إخضاعها للفحص السريري والفحوصات المخبرية والشعاعية، حيث تبين أن الفتحة الموجودة أسفل الظهر هي تشوه خلقي نادر يعرف باسم (Myelomeningocele)، الأمر الذي يحتم على الفريق الطبي سرعة إجراء عملية لغلق تلك الفتحة للوقاية من الإصابة بمرض التهاب السحايا والذي يمكن أن يؤدي لا قدر الله إلى الشلل التام أو الموت. وقال الدكور أبو ناضر بعد دراسة الملف الطبي ونتائج الفحوصات للطفلة تم اتخاذ القرار بإجراء عملية فورية، موضحاً أن الجراحة استغرقت 4 ساعات تم فيها علاج كافة الالتهابات الناتجة عن تعرض العمود الفقري والنخاع الشوكي للهواء ومن ثم تصحيح مسار الأعصاب وتغليف عظام العمود الفقري والنخاع وإغلاق الجلد. كما أشار الدكتور أبو ناضر إلى أن نتائج الصور الشعاعية والرنين المغناطيسي أظهرت أيضاً وجود تجمع للسوائل داخل الدماغ والنخاع الشوكي يعرف باسم (Hydrocephalus) تسبب في دفع منطقة المخيخ إلى الأسفل وأدى إلى حدوث ضغط شديد على النخاع، موضحاً أنه بعد العملية الأولى ببضعة أيام أجريت الجراحة الثانية وتم فيها إزالة المياه وتحويلها من بطينات الدماغ إلى البطن عبر قسطرة وجهاز متخصص ومتطور. وعن العملية الثالثة أفاد بأنها أجريت بعد شهر من الجراحة الثانية مستغرقة الساعتين وتم فيها تحسين وضبط الفتحة الجلدية أعلى أعصاب العمود الفقري وتحسينها من خلال استشاري جراحة التجميل. وبعد ذلك تم وضع خطة علاجية تقتضي بعمل زيارة دورية للطفلة مع الطبيب المعالج وأطباء الأطفال، وذلك لمتابعتها والتأكد من عدم وجود أي تشوهات خلقية أخرى قد تظهر مع نمو الأعضاء الداخلية للطفلة، مثل التواء العمود الفقري (الجنف) أو صغر حجم الجمجمة والذي يُسبب ضغطاً على المخ. وقال الدكتور أبو ناضر بأن الجراحة الرابعة أجريت أيضاً وتم فيها تصحيح التشوه الخلقي والمعروف باسم (Arnold Chiari Malformation with Syringomyelia)، وذلك من خلال فتح الجمجمة من الخلف وتوسيع مكان المخيخ علاوة على تصحيح وتعديل مجرى مياه الدماغ والسماح لها للانتقال من المخيخ إلى البطن حتى تسير بطريقة طبيعية بعد إزالة الضغط على النخاع الشوكي. وعن حالة الطفلة قال د. أبوناضر إن الأعراض السابق ذكرها كالالتهابات وانتفاخ الرأس وشلل الأطراف السفلية قد انتهت تماماً ولله الحمد. موضحاً أن العمليات الأربعة ساعدت كثيراً في حدوث تحسن كبير بوظائف الجسم والأعصاب وخاصة إمكانية الوقوف والحركة. وقد خرجت الطفلة بصحبة والديها من المستشفى وهي بخير حال بعد رحلة علاج طويلة تكللت بالنجاح ولله الحمد.