تمكن مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم من إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر ثلاثة سنوات، كانت تعاني من شلل بالأطراف السفلية وحالة صداع مستمر وآلام شديدة في منطقة البطن والدماغ، بالإضافة إلى عدم القدرة على التمييز الفكري وصعوبة التحكم في البول والبراز، بعد أن سعى والداها في علاجها لدى عدة مستشفيات وفقاً لحديثهم، إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح مما تسبب في تأخر تشخيص وعلاج الطفلة بالشكل الصحيح وإصابتها بالعديد من المضاعفات. هذا ما أوضحه د. ناجي المسعود طبيب جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على الزمالة الألمانية رئيس الفرق الطبي المعالج. والذي أضاف أن الطفلة وصلت لمستشفى د. سليمان الحبيب وهي بحالة سيئة جداً حيث كانت تعاني من انخفاض في نسبة خفقان القلب (Bradycardia) والاستفراغ لأكثر من أربع مرات يومياً وكذلك انخفاض مستوى الإدراك والوعي. وقال د. المسعود: تم إجراء الفحوصات اللازمة بالتصوير المقطعي C.T. Scan والرنين المغناطيسي M.R.I. ومن ثم تحويلها إلى العناية المركزة ووضعها على أجهزة التنفس الإصطناعي، مفيداً بأنه بعد الاطلاع على الملف الطبي ونتائج الفحوصات تبين أن الطفلة تعاني أيضاً من عدة تشوهات بمنطقة الظهر وهي عبارة عن تشوه في جلد وأعصاب العمود الفقري والمعروف طبياً (Myelomeningocele) ووجود استسقاء دماغي. وأشار جراح المخ والأعصاب والعمود الفقري إلى أن القسطرة الدماغية التي سبق تركيبها في عمليات سابقة كانت موضوعة في مكان خاطئ، الأمر الذي نتج عنه حدوث انسدادات بها وتأثيرها البالغ على سائل الدماغ، مسبباً لها حولاً بالنظر والتوهان الفكري. وأضاف أن التصوير المقطعي لمنطقة الظهر أثبت وجود ورم كبير عبارة عن كيس مائي ما بين الفقرة L1 إلى L5 بالإضافة إلى اكتشاف التصاق النخاع الشوكي بأنسجة الظهر (Tethered Cord). وقال د. المسعود: إنه تم شرح ذلك لوالدي الطفلة بشكل مفصل والتأكيد لهم بالحاجة الماسة لإجراء عمليتين، الأولى عبارة عن تعديل مكان واستبدال القسطرة الدماغية في حجرات الدماغ واستبدالها بأخرى متطورة، والعملية الثانية فهي لإصلاح أنسجة وأعصاب العمود الفقري، موضحاً أن العملية الأولى استغرقت ساعة ونصف حيث ساعدت في تنظيم السائل الدماغي من خلال التحكم بعمل القسطرة خارجياً وأصبح بالإمكان زيادة أو تقليل الضغط بها، وقد تم إزالة أجهزة التنفس الإصطناعي وخروج الطفلة من العناية المركزة. وأما العملية الثانية فقد أجريت بعد مرور سبعة أيام من الجراحة الأولى مستغرقة أربع ساعات ونصف وتم فيها إصلاح التشوه الموجود في أسفل الظهر وإزالة الكيس المائي (syrimx)، وكذلك إصلاح التصاقات النخاع الشوكي بأنسجة الظهر (Tethered cord) تحت المجهر، موضحاً أن العمليتين نجحتا وحققتا الأهداف الطبية المرجوة منها بفضل من الله، مشيراً إلى أنه تم ملاحظة وجود تحسن كبير في الإدراك والوعي والتمييز الفكري للطفلة نتيجة انضباط نسبة إفراز السائل الدماغي والنخاع الشوكي بالقسطرة الجديدة، وقد غاردت الطفلة لمنزلها وهي في حالة صحية ممتازة من دون أي مضاعفات ولله الحمد.