إنّ قراءة فاحصة وموضوعية لحالة الحراك الذي تشهده المملكة على جميع الصُّعد والمستويات، وما يصحبه من مشروعات وإنجازات وأدوار تضطلع بها قيادتنا الراشدة محلّياً أو إقليمياً ودولياً من شأنها دعم الاستقرار والأمن والسلام العالمي، لهي تجسيد حقيقي للثبات والنهج السياسي والاستراتيجي الرصين لبلادنا، والمنطلق من رؤية متبصّرة وحنكة سياسية والتزام بأخلاقيات التعامل التي لا تناور أو تداور، وإنما استمرار لنهج سياسي حكيم تؤطّرة رجاحة المواقف وعمق التعامل ومراعاة مقاصدية الأهداف والتوجهات التي تتمثّل المبادئ النبيلة والدوافع الخيّرة التي تعكس سياسة راسخة في صدقها ونبلها وسلامتها انتهجتها قيادة المملكة منذ عهد المؤسس العبقري الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وتبعه من بعده أبناؤه البررة حتى عهدنا الزاهر المشرق بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله وسدّده- وعضده صاحب السمو الملكي ولي العهد -حفظه الله- والذي تشهد مملكتنا الحبيبة في عهده قفزات تنموية مذهلة وإنجازات ومكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لا حصر لها، ولا غرو في ذلك فهو السياسي المحنك والمثقف الموسوعي والمعاصر لبناء هذه الدولة والمتشرّب لحنكة وسياسة والده المؤسس العظيم. بعد غد الأربعاء، سيكون المواطنون والعالم بأكمله وكذلك الدوائر السياسية مترقّبين للخطاب الملكي الذي يلقيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمناسبة افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وسيتشرف رئيس مجلس الشورى وأعضاؤه الذين صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينهم في المجلس في دورته الثامنة بأداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين. ولا شك بأن الترقّب والانتظار للخطاب الملكي يكتسب أهميته من نواح عديدة، فبالإضافة إلى كونه تقليداً سنوياً راسخاً دأب عليه خادم الحرمين الشريفين يرسم عبره ملامح ومنهج سياسة المملكة فضلاً عن كونه خارطة طريق للمجلس يستلهم منها دراساته ونقاشاته الممهّدة للوصول إلى قرارات رشيدة ينعكس أثرها على الوطن والمواطن. ويأتي الخطاب الملكي في ظل تزامنه مع أحداث عالمية مهمة، وما يمثله خادم الحرمين من قيمة ومكانة عالمية ودوره وتأثيره في خدمة القضايا والسلام والأمن العالمي والاقتصاد المزدهر وكذا الأدوار الإنسانية التي دأبت قيادتنا على تلمّسها والإسهامات الفاعلة في القيام بها.