سيغمرك الشعور بالفخر والانتماء وأنت تقرأ الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي ألقاه ضمن أعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عبر الاتصال المرئي، ومما ورد فيه بيان العمق الفكري والتاريخي والحضاري للمملكة العربية السعودية، أرض الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، وقد استند إلى تعاليم الدين الإسلامي والثقافة العربية والقيم الإنسانية المشتركة، ودعا للتعايش والسلام والاعتدال، والتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية المشتركة. جاء الخطاب ليؤكد على عدد من الركائز، فالمملكة في طليعة الدول الساعية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين ودعم الاستقرار والنمو والازدهار في العالم، وتنتهج سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، وهي من أكبر الدول المانحة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية، فقد قدمت خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من ستة وثمانين مليار دولار أميركي من المساعدات استفادت منها إحدى وثمانون دولة من دون تمييز سياسي أو عرقي أو ديني. كذلك طرحت المملكة مبادرات للسلام منذ عام 1981م تضمنت مرتكزات لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي يكفل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة، وأنشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف -اعتدال-، وتستضيف المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب، وهي مع شركائها ماضية بقوة في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، إضافةً إلى أنها اختارت طريقاً للمستقبل من خلال رؤية 2030 وتطمح من خلالها أن يكون اقتصادها رائدًا ومجتمعها متفاعلًا مع محيطه، مساهمًا بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها، إلى جانب أنها لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني. وحمل الخطاب الملكي المعاني السامية، والمبادئ الراسخة، والرسائل الصريحة، وأكد على أن المملكة مصدر إشعاع فكري وحضاري بعقيدتها الإسلامية السمحة، وقيمها الأصيلة، وسياستها الحكيمة بعيدًا عن التشويه والتزييف، فمكانتها في العالم الإسلامي، ودورها الكبير والمؤثر في تجاوز الأزمات العالمية، وتاريخها الحافل بالمواقف المشرفة، جعلها رائدة على المستوى الإقليمي والدولي، وقد لاقى الخطاب أصداء إيجابية واسعة بما حوى من مضامين مشاهدة على أرض الواقع، وأشعرنا بالطمأنينة والرضا، ومنحنا المزيد من الإصرار لتكون إرادتنا أقوى لتحقيق ما نريد -بإذن الله-، خطابٌ مباشر أصاب الأعداء والحاقدين وبيّن مواقفهم وعرى الأنظمة المتطرفة المتسترة بالشعارات المضللة والتابعين لها، بل وكشف النظام الإيراني الرافض للسلام والراعي للفوضى والإرهاب والمهدر لثروات شعبه، وهنا نستذكر كلمة الملك فيصل -رحمه الله- ونعمل بها وتتناقلها الأجيال: «نحن أصفى من العسل الصافي لمن أراد صداقتنا، ونحن السُّم الزعاف لمن أراد أن يعكر صفونا». جاء الخطاب الملكي لكي نعمل بشغف لتحقيق الرؤية، ولكي نستعد لتمثيل الوطن خير تمثيل وندافع عنه بكل قوة وثقة وشجاعة ومعرفة وشموخ.